الدراما في رمضان
الدراما الرمضانية من تمثيليات ومسلسلات كنا ننتظرها من رمضانَ إلى رمضان ،
لمَا تُقدمه من محتوًى جيد وهادف إن لم يكن بلغ حد الجودة .
هادفٌ في مضنونهِ ، هادفٌ في القضية التي يعرضها سواءٌ بالطرح أو النقاش أو المعالجة
ما بين الأعمال الدينية التي كانت تعرض التاريخ الإسلامي بفنانينَ متمكتين في أدائهم الفني واللُّغوي ،
أو المسلسلات السياسية التي كانت تعرض ما مرَّ به الوطن ،
والمسلسلات الإجتماعية ,
حتى الفكاهة كانت تحمل في طياتها محتوى هادف ،
إذ كانت تطرح من خلال الفكاهة قضية ما ،
مجتمعيةً كانت أو اقتصاديةً أو عِلمية . إلخ إلخ ..
لكن منذ عدة رمضانات انقضت ، ورمضانُ هذا تحديدًا لاحظتُ أن المسلسلات عامًة والرمضانيةَ خاصةً أخذت شكلًا ومضنونًا لا يُعبرُ نهائيا عن عادات وتقاليد وقيم المجتمع المصري .
بداية من اغاني التِّتر لهذه الأعمال التي أخذت أسلوب المهرجانات على غير ذائقة المجتمعات العربية ،
حيث كنا في القديم وليس ببعيد ، ننتظر التمثيلية أو المسلسل بفارغ صبرٍ كي نستمع بإصغاءٍ لأغنية تتر البداية .
وبالمتابعة لهذه الأعمال من باب الدرس لا الإعجاب ،
وجدت أن كُتَّابَ تلك الأعمال تقريبًا لم يجدوا قضيةً مجتمعيةً واحدة أو حياتية أو اقتصادية ليجسدوها ،
وأيضا لم يجدوا موضوعًا واحدًا في التراث سواءٌ الديني أو العلمي أو حتى الفقهي ليكون محور عملٍ واحد .
فهذه الأعمال التي أعُدُّها هابطًة لا تعبرُ بحالٍ عن مجتمعنا المصري ،
حيث أنهم اتخذوا طريق تجارة المخدِّرات وتعاطيها ،
وتجارة الآثار ، وتجارة السلاح ، مسلكا وعنصرا رئيسيا .
وكأن الشعب المصري بكافة فئاته قد انحصرَ في تلك الأشياء .
بالإضافة إلى الإنحطاط الأخلاقي الذي يتم عرضه ،
أو بالأحرى ( الترويج له ) .
فالسادة أعضاء التمثيل
إمَّا متعاطين أو مدمنين أو تربطهم علاقات محرمة مع نساء أخوتهم أو أقاربهم وكأنها دعوة للإنحلال الأخلاقي والإنسلاخ من تعاليم الدين الحنيف ،
والتخلي عن القيم والمُثُل .
والأدهى والأمَرَّ
هي الدارجة المتخلفة ( العاميه ) التي يتحدثون بها في تلك الأعمال ،
سواءّ أهل القاهرة وحولها في ما نرى ونسمع في أعمالهم تلك من دارِجةٍ سوقية متخلفة لا تمت لهم بشئ ،
أو أهل الصعيد ،
الأوسط أو الأعلى .
وأيضا اللهجة التي لا يعرفها شابٌ ولا عجوز في الصعيد ،
من قال لكم أن هذه هي لهجة أهل الصعيد ؟
ومن قال لكم أن هذه هي طِباعُ أهلِه ؟
وما المقصود من تصوير الشعب المصري بكافة فئاته بهذه الطريقة ؟
ومن الذي من مصلحته أن تخرج هذه الأعمال بهذا الشكل المخزي ؟
لكن يبقى السؤال الأهم !
من ينفقون المليارات على هذا الهراء ،
هل ينتظرون ربحًا ماديًّا أو ربحًا آخر ؟
أم ينتظرون الإثنين معًا ؟؟!!٠٠
ومن الذي سمح بهذا من الأساس ، وكيف سمح به ؟؟!!٠٠
أعيدوا لنا فننا وتراثنا وهويتنا .
وعلى وزارة الإعلام والمجلس الأعلى للإعلام وهيئة الرقابة الفنية أن يوقفوا هذه المهزلة ،
المقصود بها
محو القيم وطمث الهُوية
في صورة أعمال فنية ..
الدراما في رمضان
ناصر الدسوقي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.