“على عتبات الخريف” كلمات الكاتبة “فاطمة سمير”
“على عتبات الخريف”
كلمات الكاتبة “فاطمة سمير”
وإنك أشبه في قدومك كقدوم الخريف، أو هبوب الأعاصير، أشبه بالحرب في دويّها، أو كصراخ طفلٍ فقد والِدَيه.
ألا تعلمُ وطأة الخراب الذي تدميه رؤيتك، أو حتى مرور عبق ريحك بجواري؟ كنتُ لكَ السلام، وكنتُ الأمان … وبماذا قاضيتني؟ بالنكرانِ والحرمان.
أذقتني ويلات الخذلان، وحفرتَ أخاديدً سحيقةً على وجنتَي.
ألم تعلم مقدار الألم الذي أعشتني إياه؟ ألم تصلك نيراني الواهنة؟!
أكنتَ الشر الذي كان يبعدني اللّه عنه؟ أم بُعدُكَ كان دعوة أمي (الله يبعد عنك أولاد الحرام)؟!
أكان فراقنا سهلًا عليك؟ أم الأسهل أن تدهسَ بِقدميكَ مشاعري؟!
ألم تعلم أن الأشقياء لا يحبون؟!
أعميتُ عيني عن شقائي وبؤسي ومنحتُكَ الأَمان.
كأنكَ أمسكتَ طفلًا لم يرَ البحر يومًا، وألقَيتَهُ في عرضه وقلتَ لَهُ: “اِسبح!” أتُراهُ يهربُ مهابةً من البحر؟! أم خوفًا من الغرق؟
أو كطفلٍ يتيمٍ ملتصقٌ بِصورة والدته، فأخَذتَها وأحرَقتها!
“فلا سامحك الله ولا سامحك قلبي”.
“على عتبات الخريف”
كلمات الكاتبة: فاطمة سمير.
من كتاب: في خاطري سطور.
إعداد الكتاب: دعاء العوايشة.
تدقيق النص: دعاء العوايشة.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.