عمر عوض يكتب: إلى السيد رئيس شركة مياه الشرب العجمي بلا ماء فمن يسمع صوت المواطنين؟

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة المصرية جاهدة إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتطلق المبادرات والمشروعات العملاقة لتحديث البنية التحتية،

نجد أن بعض الجهات التنفيذية لا تزال تُصر على الوقوف حجر عثرة في طريق هذا التطوير، متجاهلة معاناة آلاف المواطنين، وكأنها تعيش في وادٍ آخر بعيدًا عن نبض الشارع.

نموذج صارخ لهذا الإهمال نجده في شركة مياه الشرب بالإسكندرية، وتحديدًا في منطقة العجمي غرب المحافظة،

حيث يعاني السكان هناك من انقطاع متكرر وطويل لمياه الشرب، لدرجة أن بعض المناطق أصبحت محرومة من المياه لساعات طويلة يوميًا،

ورغم تكرار الشكاوى والاستغاثات من الأهالي، إلا أن الردود غائبة، والحلول معدومة، وكأن الأمر لا يعني المسؤولين بشيء.

وقد تم توجيه العديد من هذه الشكاوى مباشرة إلى المهندس أحمد جابر، رئيس شركة الإسكندرية لمياه الشرب، دون أن نرى تحركًا حقيقيًا ينهي هذه الأزمة الممتدة.

إن حق المواطن في الحصول على مياه نظيفة هو من أبسط حقوقه الدستورية والإنسانية،

والتقاعس عن توفير هذا الحق يُعد فشلاً إداريًا وإخلالًا بالواجب الوظيفي.

المسؤول الذي لا يشعر بمعاناة الناس، ولا يبادر لحل مشكلاتهم، لا يستحق أن يستمر في منصبه. فالمناصب التنفيذية ليست للوجاهة، بل للعمل والإنجاز والمتابعة اليومية لمشاكل الناس والعمل على حلها.

ما يحدث في العجمي اليوم هو جرس إنذار ينبغي أن تنتبه له كل الجهات المعنية، وعلى رأسها محافظ الإسكندرية ووزارة الإسكان والجهات الرقابية، فسكوت شركة المياه عن هذا الإهمال لم يعد مقبولًا، ولا بد من مساءلة ومحاسبة، بل وربما تغيير في مواقع المسؤولية إن لزم الأمر.

في دولة تسير بخطى سريعة نحو التنمية، لا ينبغي أن تبقى منطقة بحجم العجمي بلا مياه، ولا أن يبقى المواطن أسيرًا لصنبور جاف، ينتظر “الرحمة” من جدول تشغيل عشوائي لا يُراعي لا كبار السن، ولا الأطفال، ولا المرضى.

رسالتنا واضحة: المواطن أولاً… ومن لا يفهم هذه المعادلة، فليفسح الطريق لمن هو أقدر على تحمل المسؤولية.

عمر عوض يكتب: إلى السيد رئيس شركة مياه الشرب العجمي بلا ماء فمن يسمع صوت المواطنين؟