عمر عوض يكتب : “الرئيس السيسي.. عقيدة الشرف في زمن المساومات”
عمر عوض يكتب : “الرئيس السيسي.. عقيدة الشرف في زمن المساومات”
في زمن تتكاثر فيه التحديات وتُعرض فيه الأوطان على موائد المساومة، تبقى مواقف بعض القادة علامات فارقة في تاريخ الأمم،
لا لشيء إلا لأنهم اختاروا أن يحملوا لواء الشرف والعقيدة الوطنية، رافضين أن تتحول بلادهم إلى أوراق تفاوض أو سلع تباع في أسواق المصالح.
هكذا اختار الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يسجل اسمه في سجل الزعماء الذين صانوا الأمانة، ورفضوا إغراءات المال مقابل التفريط في القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
رفض المساومة… رغم المليارات
لم يكن سرًا أن مصر، بقيادة الرئيس السيسي، تعرضت لضغوط سياسية وإغراءات مالية طائلة كان يمكن أن تزيح عنها عبء الديون، وتفتح أبواباً واسعة من الدعم، لكنها كانت مشروطة بالتخلي عن موقفها الثابت من القضية الفلسطينية،
والتواطؤ في تمرير خطط تُجهز على ما تبقى من حقوق الشعب الفلسطيني. إلا أن مصر رفضت،
والرئيس السيسي قالها بوضوح: “لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب كرامة الأمة أو حقوق أشقائنا”.
الموقف العقائدي لا المصلحي
لم يكن موقف الرئيس السيسي نابعًا من مجرد حسابات سياسية ضيقة أو استرضاء داخلي، بل من عقيدة راسخة لدى الدولة المصرية منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هذا، بأن مصر دولة صاحبة رسالة،
وأنها لا تتاجر بقضايا أمتها العربية. هذا المبدأ ظل حاضرًا بقوة في كل خطاب، وكل خطوة، وكل تحرك سياسي أو دبلوماسي للرئيس السيسي، حتى وإن كلف مصر أثمانًا باهظة في ظل أزمات اقتصادية وضغوط إقليمية غير مسبوقة.
الخذلان العربي… ومصر وحدها في المواجهة
في الوقت الذي كان يُنتظر من الأشقاء العرب الاصطفاف خلف الموقف المصري، رأينا العكس؛ تريليونات تُنفق على حفلات الترف والدعاية، صفقات تُعقد فوق الطاولات وتحتها، ورؤساء وملوك يصافحون المحتل ويتغنون بسلام مزيف، فيما كانت مصر وحدها تقف في وجه العاصفة، ترفض تصفية القضية، وتدفع ثمن مواقفها بكل شموخ.
لكن الأكثر إيلامًا لم يكن فقط تخاذل بعض الأشقاء، بل هجوم البعض منهم على مصر، وكأنها مذنبة لأنها رفضت البيع، وكأنها عدو لأنها صمدت حيث انكسر الآخرون.
الرئيس السيسي… قائد في زمن ندُر فيه القادة
ربما لم يرضَ الجميع عن كل قرارات الرئيس السيسي الداخلية، وربما اختلفت الآراء حول ملفات الاقتصاد والمعيشة، لكن من ينكر موقفه في المحافل الدولية يظلمه. فالرجل، وسط كل التحديات، حافظ على ثوابت مصر الوطنية والقومية، ورفض أن يساوم على السيادة أو الكرامة، حتى في أصعب اللحظات.
تحمّل انتقادات الداخل، وتربص الخارج، وواصل في صمت بناء دولة قوية من الداخل، بينما يُدير معركة الكرامة من الخارج بثبات وثقة، مؤمنًا بأن الشعوب لا تُباع، والأوطان لا تُشترى.
مصر باقية… وستنتصر
نعم، القادم أصعب، والأزمات أكثر تعقيدًا، لكن التاريخ علّمنا أن مصر لا تسقط، وأنها دائمًا ما تمر من بين الأمواج العاتية سالمة. يكفي أن قائدها يتمسك بالعهد، ويؤمن بأن الله بارك هذه الأرض ووهبها مكانة لا تُشترى ولا تُؤجر.
وإن كنا نُطالب الرئيس بالكثير داخليًا، فإننا لا ننسى ما يفعله خارجيًا من أجل كرامة هذا الوطن ومكانته.
في الختام…
الرئيس السيسي اختار أن يكون صادقًا مع ضميره، ومع شعبه، ومع أمته. اختار أن يقول “لا” حيث قال غيره “نعم”، واختار أن يحفظ العهد حيث خان الآخرون.
ولأن مصر تستحق، فإنها أنجبت قائدًا يعرف قيمتها، ويعمل لأجلها، ويُصرّ على أن تظل شامخة، عصية على الانكسار.
عمر عوض يكتب :”الرئيس السيسي… عقيدة الشرف في زمن المساومات”.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.