
“عم غريب”.. المسن الذي أعاد للشارع المصري صوته
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في مدينة السويس، حيث تختلط رائحة البحر بصخب الشوارع القديمة، تحوّلت قصة رجل بسيط إلى قضية رأي عام أشعلت الغضب والرحمة في آنٍ واحد.
“عم غريب”، رجل تجاوز السبعين، ملامحه تعبّر عن سنواتٍ طويلة من الكفاح، لم يكن يومًا يبحث عن ضوءٍ أو شهرة، لكنه وجد نفسه في قلب العاصفة.
بعد أن انتشر مقطع فيديو يُوثق لحظة الاعتداء عليه على أيدي اثنين من سكان العقار الذي يعيش فيه.
في الفيديو الذي وثقته ابنته، يظهر الرجل العجوز وهو يتلقى صفعة قاسية، وسط محاولاتٍ يائسة من أسرته لتهدئة الموقف. ابنة عم غريب كتبت منشورًا يقطر ألمًا: “والدي مريض قلب وسكر وفشل كلوي، وماقدرش يدافع عن نفسه.. حاولوا يطردونا من بيتنا بالقوة.”
كلماتها أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول عم غريب بين ليلةٍ وضحاها إلى رمزٍ للعجز المظلوم، وإلى صوتٍ لكل من تعرض للإهانة في بيته دون أن يجد من ينصفه.
التحرك الأمني لم يتأخر. أجهزة الأمن بالسويس ألقت القبض على المتهمين بعد ساعات من انتشار الفيديو، وبدأت التحقيقات التي كشفت تفاصيل الواقعة كاملة.
وأكد محامي عم غريب أن موكله أدلى بأقواله أمام جهات التحقيق، التي سمحت له بالانصراف بعد الاستماع لتفاصيل ما حدث. وفي المقابل، قررت النيابة العامة اليوم الاثنين تجديد حبس المتهمين 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
وبينما ينتظر “عم غريب” وأسرته العدالة، يبقى المشهد الأهم هو تلك اللقطة التي وثقتها ابنته — رجل عجوز يقف مكسورًا في بيته، بينما العالم كله يشاهده أخيرًا.
ويبقى السؤال الذي لا تزال تتردد أصداؤه على مواقع التواصل وفي قلوب الناس:
كم من “عم غريب” آخر يعيش بيننا، ولم تُوثق الكاميرا ما حدث له بعد؟
“عم غريب”.. المسن الذي أعاد للشارع المصري صوته
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.




