قصائد شعرية وأدب

عُنصرية الشتاء بقلم مدحت صلاح

 

– مدحت صلاح

عُنصرية الشتاء

عُنصرية الشتاء

أيها الشتاء القادم

من خلف غيوم الخريف

من وراء تخوم الزيف

أيها العُنصري البرجوازي

العنيف ..

تثير البرد في أجساد

المُشردين الضعفاء 

في المُخيمات والعراء

قطرات المطر

تنهش أبدان انهكها

المرض والشقاء

والجوع يمزق الأحشاء

وبيوت صارت خواء

وحول نيران المدافئ

تجمع الأغنياء

يتدثرون بالفراء

على مَوائد الطعام

وحفلات المُوسيقى والغناء

يرقص سيناترا تحت الأمطار

يحكي عن الليل والغرباء

ويَّكتب الشعراء..

عن تلك القهوة السمراء

وآخر عن عاشقة حسناء

 

بينما أنت.. 

تُلمع شوارع الأثرياء

وتوحِل حَواري الفقراء

أضواء الطرقات

الشاحبة.. الباهتة

تحاكي وجوه البسطاء

إذ أمطرت في الغرب

ينظر المرء إلى السماء

ويفرد مظلته

وإذ أمطرت في بلادنا

ينظر إلى الأرضِ

ويُشمر عن ساقيه

صارت عيوننا سوداء

وبُنية من كثرة النظر 

إلى الأرضِ الطينية

ولو أننا نظرنا مرة

إلى السماء

لصارت عيوننا زاهية زرقاء

ولكن هيهات

الأحلام تذهب هباء

والأمنيات

تذروها رياح المساء

ماتت فتاة الثقاب

ذات ليلة شتاء.

عُنصرية الشتاء


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة