فراعنة بالوراثة
فراعنة بالوراثة
بقلم / غادةالعليمى
لا احد يستطيع ان ينكر حضارة الفراعنة واثارهم المهيبة التى تمثل ثلث اثار العالم و رغم اننا احفاد للفراعنة ، لكننا لا نشبههم فى غير اننا نحيا على نفس الارض التى عاش عليها اجدادنا سلفا وكفى.
لم نرث من فراعنة العالم مجدهم ولم نحافظ على مكانتهم اونكمل مسيرة تقدمهم ولا حتى نشبههم فى علمهم ولا عملهم او نوازى تحضرهم
لكن لان العرق دساس ، و الوراثة اجبار وليس اختيار ، و كما كانت مصر صاحبة ثلث اثار العالم
اصبحت الان صاحبة ثلثين شقق العالم.
حيث الصناعة، لا استثمار حقيقي، لا انتاج محلى، لا منافسة للمستورد .
وانما بناء مبانى ومدن وغابات خراسانية واستثمار عقارى مسعور فى بناء وشراء وتصقيع الاراضى
فى ظاهرة فهم خطأ
للبناء، وليس العمار او الاعمار بقدر ماهو وفكر خاطئ ايضا للاستثمار
علما بان نصف ما بنى من وحدات سكانية فى مدن فارهه فى الصحارى فارغة من الحياة
ليأتى دور الماركتنج ويزيد الوحلة ماء وطين
ويسوق للنعيم والسعادة فى كومبوند النعيم سين ، او مدينة السعادة صاد
وعيش الرفاهية، والتمتع بالجمال،وضمان السعادة الابدية بالسكن فى مشروع عين وغين وقاف من الامثلة التى لا تنتهى
فضلا عن ان تخمينك فى محله دائما ياصديق
بان كل حديقة، كل قطعة أرض، كل مصنع سابق، كل محطة بنزين
كل نشاط يطاله الهدم تثق تمام الثقة بانه سيتحول لغابة خرسانية جديدة وكأن لا نشاط على هذه الارض غير السكن واستثمار العقار
وقديما قبل عقدين لا اكثر من الزمن
من كان يصدق هذا العبث او يتخيل يوما ان يصاب سعار البناء اراضينا الى الحد الذى تتحول فيه اراضينا الزراعية العامرة بالطمى والخير فى الجيزة والدلتا الى التجريف لتصبح قوالب اسمنتية ونتحول بعدها الى زراعات الصوبات التى لاطعم ولا لون ولا فائدة لها وتضييع الالاف وملايين الجنيهات فى استصلاح العاقر من الاراضى فى الصحارى فينجح مشروع زراعى ويفشل امامه عشرة مشروعات اخرى بسبب عدم ملائمة التربة القاسية للزراعة
من كان يتخيل هذا الجنون بلاد لا تصنع رباطة حذاء وتستورد بعملة صعبة حقا حتى المشط البلاستيك ورابطه الشعر
وتضع كل طاقتها واموالها فى مكاتب السمسرة و تجارة الاراضى.. الاراضى فقط
والتسويق لها على انها جنات النعيم على الارض وخزائن قارون لمن يبيع ومن يشترى
واذا افترضنا جدلا ان الدافع هو الزيادة المهولة فى السكان فالسكان ايضا بحاجة لبضائع محلية ووظائف فى نشاطات صناعية وبناء صناعة محلية تقينا جشع المستوردين وتقلبات البورصات وغدر الزيادة فى اسعار وارتفاع سعر استيراد كل النواد الخام بسبب زيادة الفائدة على العملات المصرفية
بلد بحجم مصر وشعب بكثافاتها السكنية وعقليته الواعية كيف يرضى ان يصير سوق استهلاكى للغرب او الشرق.. كيف لا تثير غيرته بلاد النمور الاسيوية الذين غزوا حياتنا واصبحت غاباتنا الاسمنتية مأوى لكل صناعاتهم
لا اعرف حقا كيف اصبحنا على هذا الحال ولكنى اعرف ان دوام هذا الحال بات امر محال ويجب ان نصنع مستقبلنا بصناعاتنا ونستثمر اموالنا بما يعود بالنفع على بلادنا واولادنا واحفادنا، يجب ان نخرج من دائرة الغابات الاسمنية لننافس نمور ووحوش اسيوية افترست اسواقنا والتهمت عملتنا فلسنا اقل منهم ابدا، فنحن فراعنة لا تليق حضارتنا بنا ، لا يليق واقعنا الحالى بماضينا ابدا،لاننا بتنا فراعنة بالوراثة فقط
فراعنة بالوراثة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.