في بيتنا رجل
في بيتنا رجل
بقلم/ محمد سمير خيال
جملة من ثلاث كلمات تتمنى كل إمرأة أن تقولها بفخر لتعبر عن سعادتها بأبيها أو بأخيها أو بزوجها أو بإبنها في بيتها .
جملة من ثلاث كلمات هي وسام على صدركل رجل ورتبة على كتف كل رجل بمعنى الكلمة الذي يصون أهل بيته من النساء سواء الأم أو الأخت أو الزوجة أو البنت .
إن الرجولة ليس كما يظن البعض أنها للذكور فكم من شخص مثبت في بطاقته الشخصية أنه ذكر ولا يعرف عن الرجولة شئ.
عندما خاطب النبي ﷺ معشر الرجال قال لهم: «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة»
قد يظهر الرجل مطيعاً لأمه محباً لأخواته ، لكن خلف الستار قاسيا على زوجته بخيلا على بناته للآسف وهو بذلك لا يعتبر رجلا.
قد يظهر الرجل عاشقاً لزوجته حنوناً على بناته ، لكنه خلف الستار عاقاً لأمه وقاطع رحم لأخواته للآسف وهو بذلك لا يعتبر رجلاً.
الأنثى كائن ضعيف سواء بنت أو ست وإعتداء الشخص عليها ليس من مظاهر قوة الشخصية وإنما ضعف شخصية وقلة رجولة .
لأن الأمور التي تستعدي الضرب تكون مرتبطة بأمور خطيرة قد تمس الشرف والسمعه وتعود بالإهانة على الرجل الذي يرعى الأنثى التي تكون صفتها إليه بنته او زوجته او أخته أوأمه فتدفعه غيرته وعصبيته إلى ذلك ،
بينما غير ذلك من الأمور لا تستدعي ولا تصح ردة الفعل العنيف منه وخاصة مع تكرارها فيكون الإنفصال هو الحل الأمثل .
يقول الله ﷻ ۞الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ۞
[البقرة: 299]
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تسجيل مصر حالة زواج كل 34 ثانية، ومولودًا كل 14 ثانية، وحالة طلاق كل 117 ثانية عام 2022. وحول الطلاق،
أكد مركز الإحصاء أن عدد حالات الطلاق في مصر سجل 269.8 ألف حالة عام 2022، مقابل 254.8 ألف حالة طلاق عام 2021 بنسبةارتفاع قدرها 5.9%،
وبلغ متوسط عدد حالات الطلاق في الشهر 22.5 ألف حالة عام 2022، وفي اليوم 739 حالة، وفي الساعة 31 حالة، وحالة طلاق كل 117 ثانية.
أعزائي القراء :مثال من واقع الحياة
إذا تأملنا سوياً زيادة نسبة الطلاق كل عام عما قبله فهذا يرجع بعض منه إلى موضوعنا الذي يشير إلى سلطة الذكور التي تعامل نسائها وبناتها كالجواري التي عليها السمع والطاعة وإلا الضرب والإهانة وستجد منهم من هو يعمل في مؤسسة خاصة أو عامة مثلاً مدرس ويشرف عليه مشرفة تتابع أعماله وتتسلط عليه ولايقدر أن يرد عليها ،
لكنه في البيت قادر على الرد باللسان والتطاول بالأيدي . أو يعمل بدول الخليج صيدلي وتأتي الحرمة العربية تسمعه من الكلام السئ ولا يقدر على الرد لأنه يعرف تمامه أمامها لكنه قادر على التطاول وفرض القهر على أهل بيته.
قد يرجع رد فعل هذا الذكر تجاه هذه الأنثى إلى نشأته التربويه في أسرته الغير سويه فهو يشاهد أبوه يضرب أمه وأخوته ويشاهد في وسائل الإعلام كيفية التعامل السئ تجاه المرأة و الفتاة فيقلد ذلك تقليد أعمى،
أو يعود ذلك لديه إلى قلة الوعي الديني والفهم الخاطئ لأمور الدين.
من الآيات التي تتناول هذه القضية كما قال الله ﷻ في كتابه الكريم:
۞ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا۞ [النساء: 34]
النشوزأصله يكون بالتكبر والتعال الوعظ يكون بالقول، والهجر في المضاجع بأن يوليها ظهره في الفراش ولا يكلمها، والضرب يكون غير مُبَرِّح،غير شائِن،غير مؤثر، مثلاً ضربًا بالسواك. إن النبي ﷺ وهو الأسوة والقدوة الحسنة لم يضرب امرأة قط؛
فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: «ما ضرب رسول الله ﷺ شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا».
عن النبي ﷺ سأله رجل ما حق المرأة على زوجها؟ قال: «تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبِّح، ولا تهجر إلا في البيت».
أما بالنسبة إلى التعسف الحاصل من بعض الذكور في إستعمال الضرب، فتجد بعضهم يستخدمه في غير موضعه، أو يتجاوز الحدود الشرعية بالضرب في الوجه أو ترك علامات بالبدن.
متصوراً أن الضرب المأمور به في الآية هو تلك الصورة البشعة التي يعاملون بها زوجاتهم على أتفه الأمور وأحقرها، وحقيقة الأمر على خلاف ذلك قطعًا، هذا إفراط وإفتراء.
وفي النهاية
كيف تشعر البنت والست بالآمان مع أب أو أخ أو زوج أو إبن يهينها بالكلام ويضربها بالأيدي ويشتمها باللسان ويقسوا عليها مادياً ومعنوياً وإجتماعياً حيث يهتم بأمه وأخواته ويقصر مع زوجته وبناته أو العكس، فكلهم نساء ووصانا عليهم الرسول .
ونصيحة لك أيها الرجل اذا أردت أن تصارع وتبرز قوتك إذهب لمن هو يتماثل مع قوتك لتعرف حقيقة شخصيتك ولا تأتي على ضعيفة لإنك كما تدين تدان والحياة دوارة.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.