قارون يتآمر علي نبي الله موسي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
قارون يتآمر علي نبي الله موسي
ويروى أن الله تبارك وتعالى أمر قارون بالزكاة فجاء إلى موسى عليه السلام من كل ألف دينار بدينار، ثم جمع نفرا يثق بهم من بني إسرائيل فقال إن موسى أمركم بكل شىء فأطعتموه وهو الآن يريد أخذ أموالكم، فقالوا له مرنا بما شئت قال ءامركم أن تحضروا فلانة البغيّ فتجعلوا لها جعلا أي أجرة فتقذفه بنفسها ففعلوا ذلك فأجابتهم إليه، ثم أتى قارون إلى موسى عليه السلام، فقال إن قومك قد اجتمعوا لك لتأمرهم وتنهاهم، فخرج إليهم نبي الله موسى عليه السلام فقال لهم من سرق قطعناه ومن زنى وليس له امرأة جلدناه مائة جلدة، وإن كانت له امرأة رجمناه حتى يموت، فقال له قارون إن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة، فقال عليه السلام أدعوها، فلما جاءت قال لها موسى عليه السلام.
” أقسمت عليك بالذي أنزل التوراة إلا صدقت، أنا فعلت بك ما يقول هؤلاء؟ فقالت لا، كذبوا ولكن جعلوا لي جعلا على أن أقذفك، فسجد موسى عليه السلام ودعا الله عليهم فأوحى الله تعالى إليه مُر الأرض بما شئت تطعك، فقال موسى عليه السلام يا أرض خذيهم، فاضطربت داره وساخت بقارون وأصحابه إلى الكعبين، وجعل يقول يا موسى ارحمني، قال يا أرض خذيهم، فلم يزل يستعطفه وهو يقول يا أرض خذيهم حتى خُسفت بهم، وكانت وفاة نبى الله موسى عليه السلام، أنه قيل بينما موسى عليه السلام، يمشي ومعه يوشع بن نون فتاه إذ أقبلت ريح سوداء ، فلما نظر إليها يوشع ظن أنها الساعة، فالتزم موسى، وقال، لا تقوم الساعة وأنا ملتزم نبي الله، فاستل موسى من تحت القميص.
وبقي القميص في يدي يوشع، فلما جاء يوشع بالقميص أخذه بنو إسرائيل، وقالوا قتلت نبي الله، فقال ما قتلته ولكنه استل مني، فلم يصدقوه، قال فإذا لم تصدقوني فأخروني ثلاثة أيام فوكلوا به من يحفظه فدعا الله عز وجل، فأتى كل رجل كان يحرسه في المنام فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى عليه السلام، وأنا قد رفعناه إلينا، فتركوه، وقيل إن موسى كره الموت فأراد الله أن يحبب إليه الموت، فأوحى الله إلى يوشع بن نون وكان يغدو عليه ويروح، ويقول له موسى يا نبي الله، ما أحدث الله إليك ؟ فقال له يوشع بن نون يا نبي الله ألم أصحبك كذا وكذا سنة، فهل كنت أسألك عن شيء مما أحدث الله لك ؟ ولا يذكر له شيئا، فلما رأى موسى ذلك كره الحياة وأحب الموت، وقيل إنه مر منفردا برهط من الملائكة يحفرون قبرا.
فعرفهم فوقف عليهم، فلم يري أحسن منه، ولم يري مثل ما فيه من الخضرة والبهجة، فقال لهم يا ملائكة الله، لمن تحفرون هذا القبر ؟ فقالوا نحفره لعبد كريم على ربه، فقال إن هذا العبد له منزل كريم ما رأيت مضجعا، ولا مدخلا مثله، فقالوا أتحب أن يكون لك ؟ قال وددت، قالوا فانزل واضطجع فيه وتوجه إلى ربك وتنفس أسهل تنفس تتنفسه، فنزل فيه وتوجه إلى ربه، ثم تنفس، فقبض الله روحه، ثم سوت الملائكة عليه التراب، وكان نبى الله موسى عليه السلام، زاهدا في الدنيا راغبا فيما عند الله تعالى، إنما كان يستظل في عريش ويأكل ويشرب من نقير من حجر تواضعا إلى الله تعالى.
قارون يتآمر علي نبي الله موسي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.