مقالات ووجهات نظر

قصة اليوم قِصة حقيقية

قصة اليوم قِصة حقيقية

قصة اليوم قِصة حقيقية

بقلم / محمد مندور

قصة اليوم قِصة حقيقية

*ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ مكوّنة ﻣﻦ ﺃﻡ ﻭﺃﺏ ، ولد صغير ﻭﺑﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮة*. *وﻓﺠﺄﺓ ﻣﺮﺽَ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻣﺮﺿﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ، ﻭﺑﻌﺪ إجراء ﺍﻟﻔﺤﻮصات الطبّية ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ المخبرية اللازمة ، ﺗﺒﻴّﻦ بأنه يعاني من ورمِ خبيث ﻓﻲ الرأس*!!

*فعاد الأب ﺇﻟﻰ البيت وأخبر زوجته بأﻥّ إبنهما ﺑﺤﺎﻟﺔ حرجة جداٌ ﻭﻻﺑُﺪ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴّﺔ عاجلة رغم تكلفتها الباﻫِﻈﺔ وضيق ذات اليد ، وأن نجاة الطِفل ستكون معجزة ، وذلِك نِسبةٌ لعدم إمتلاكهما لمِعشار عشر تكلفة تِلك العملية الجراحية*

*وفي تِلك ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺗﺴﺘﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ إلى حديثِ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ*، *ﻓﺄﺳﺮعت إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﻓﺘﺤﺖ حصالتها ﻟﺘﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﻻﺭﺍٌ ﻭﺍﺣﺪﺍً فقط*،

*فأخذتهُ وتوجهت بِهِ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ، ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺗﻨﺘﻈِر ﺃﻥ ﻳﻔﺮﻍ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ من ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺭﺟﻞ كان موجوداٌ معهُ في الصيدلية ، ﻭﻟﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ، قامت ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ بوضع ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺑﻐﻀﺐ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﺼﻴﺪﻟﻲ*:

*ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻣُﻌﺠِﺰﺓ بهذا الدولار*!!

*فقال ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ*:

*ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻚِ ﺃﻧّﻲ ﺃﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤُﻌﺠِﺰﺍﺕ*؟

*وهُنا تدخّل الرجل الذي كان يتحدث مع ﺍﻟﺼﻴﺪلي وقال لها*:

*حدثيني ياصغيرتي ﻋﻦ ﺍﻟﻤُﻌﺠِﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ تريدين شِرائها ؟*،

*ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ بِكُل براءة الطفولة*:

*ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ماهو الدواء الذي يُسمى بالمُعجِزة* ، *ولكٍني سمِعت ﺃﺑﻲ يقول ﻷﻣﻲ: ﺇﻥﺃﺧﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺠﺰﺓ لكي يتعالج من المرض وينجو من الموت ، ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ الدولار يكفي لشراء ذلك الدواء الذي يُسمّى بالمعجِزة*؟

*فقال ﻟﻬﺎ بإﺑﺘﺴﺎﻣﺔ وبِصوتِ ﺩﺍﻓﻰﺀ*:

*نعم ياصغيرتي* *إن هذا الدﻭﻻﺭ هو ثمن تِلك ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ أخاكِ ﺃﻭﻻ*ً

*ﻛﺎﻥ ذلِك ﺍﻟﺮّﺟﻞ ﻫﻮ “الدكتور/ ﻛﺎﺭﻟﺘﻦ ﺁﺭﻣﺴﺘﺮﻭﻧﻎ”*

*ﺟﺮاﺡ المخ واﻷﻋﺼﺎﺏ ﺍﻟﺸّﻬﻴﺮ*،

*ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻊ الطِفلة ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﺑﻞ ﺃﺑﻮﻳﻬﺎ ﻭﺭﺍﺟﻊ كل الفحوصات الطِبية والتحاليل ﺍﻟﻤﺨﺒﺮﻳّﺔ ﺛﻢّ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ*: *ﺃﻧﺎ ﺳﺄُﺟﺮﻱ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴّﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﻔﺎﻱ الخاص دون أي مقابِل*!!

*ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻟﻠﺼﺒﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻘﺎضى ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذلِك ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺍﻟﺬﻱ أعطتهُ ﺇﻳﺎﻩ تِلك الطِفلة*!!

*تم قام بِتعليق ذلك ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻋﻴﺎﺩﺗﻪ ﻭﻛﺘﺐ ﺗﺤﺘﻪ : (ﻫﺬﺍ الدولار هو ﺛﻤﻦ ﻣﻌﺠﺰﺓ اﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭإن ﻣﺴﺎﻋﺪة الضعفاء من الناس ﻫﻮ ﻣﺎيميزنا ﻛﺒﺸﺮ)*👌

*فلا ﺗﺠﻌﻞ إﺣﺴﺎﺳﻚ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ كالقِنديل الصغير الذي يضيء حول دائرة صغيرة فقط ، أي حول الأهل والأقارب فقط ، ﺑﻞ إﺟﻌﻠﻪُ ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ التي ﺗﻀﻰﺀ للعالمِ أجمع

*فهذه القِصة الحقيقية تزيد إيمان المؤمنين بقدرة الله الذي إذا أراد رحمةٍ بعبده هيّأ له كل الأسباب

*فتأمّلوا التوقيت الذي ذهبت فيهِ تِلك الطِفلة إلى الصيدلية وكيف صادف وجود كبير جراحي المخ والأعصاب بالصيدلية*⁉️

سبحان الله

ما أعظمك يا الله

 

قصة اليوم قِصة حقيقية


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة