قصة قصيرة جدًّا إلي مجهول إسراء محمد عبد الوهاب
قصة قصيرة جدًّا
إلي مجهول
إسراء محمد عبد الوهاب
لا ، أرجوك لا تبلغني بذلك،
عند صدمتك أجهل تمامًا
كيف تكون المواساة في تلك اللحظات ؟
اللسان حينها يعجز عن نطق حروف تترجم بالكلمات و سردها داخل رسالة، كيف لي مواساة وفي ذلك البلاء !
دعني أخبرك سرًا،
منذ اليوم الثلاثين من شهر أبريل لعام الخامس عشر بعد الألفين ، مررت بابتلاءِ مرض أمي التي تمثل لي كل الدنيا و ما فيها.
أتعْلَم ،لم أتعافى حتى عامنا هذا ؛ فكيف لي أن أحاول مواساتك بطريقة سوى الصمت ؛
فألمك مشابه لوجعي؛ فكيف إذ كان جرحك هو فقدان شخص إلى الأبد حتى آخر العمر؟
https://masaaraby.com/?p=258576
من الممكن أن كل ما أفعله هي احتواء يتمثل في حضن لك أرتب خلاله على كتفيه ويمكنك حينها البكاء بداخله إذا استطعت حتى بدون كلام ،
فأنا أسمع أنين كلامك وحزن روحك و شروح فؤادك .
قرأت كتابتك في تطبيق الفيسبوك قبل أن تغيب عنه و تأملت الدموع بين نزيف سردك وحروف كلماتك ،
بينما يا حبيبي يا وتين القلب وساكن حجراته الأربع أنا في حالة عجز تام في تلك اللحظة .
لا أدرك ما الذي يمكن فعله تحديدًا عند فقدان شخص ما للأبد ،
خاصة أني أشعر بك عندما مرِضَتْ أمي التي من حينها لم أتعافى بعد ذلك .
تدرك شيئًا آخر،
أستيقظ من نومي في بعض الليالي بشكل يتكرر جمًا في حالة فزع، حيث كنت داخل كابوس يتذكر تفاصيل كل ما حدث، وأنا جالسة على التخت، أقول ياليتني هاتفتك يا أمي فقط دقيقة عند شعوري بقضبة داخل فؤادي وصورتك تجسدت أمامي وحينها لم أهتم ،
ربما منعتك من المرور أمام هذا الطريق الملعون.
أخبرك و حتى الآن أحلم بتلك الحادثة المروعة ، بينما البلاء مصحوب معه السكينة والسلوان.
دعك من كلامي، ومن رسالتي تلك و الجأ إلى مولاك صاحب الابتلاء وصاحب الفرج وسوف يغنيك عن أي إنسان .
أدعو له :
يا ألهي، كيف يصيبني يأس وأنت مولاي، وأني في معيتك يا الله، يا الله أنا في تمام الرضا على قضاءك وقدرك ، بينما الفؤاد يحزن والعين تدمع، اللهم الصبر .
قصة قصيرة جدًّا
إلي مجهول
إسراء محمد عبد الوهاب
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.