قصة محمد بهاء الدين مع الأضرحة
قصة محمد بهاء الدين مع الأضرحة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
قصة محمد بهاء الدين مع الأضرحة
ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن الشيخ بهاء الدين النقشبندي، هو العارف بالله الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي البخاري، ويقول الشيخ النقشبندي كنت أوائل السلوك وغلبة الحال عديم القرار، أدور الليل في نواحي بخارى وأزور القبور فزرت ليلة ضريح الشيخ محمد بن واسع فوجدت عنده سراجا وفيه دهن واف وفتيلة طويلة غير أن الفتيلة تحتاج إلى تحريك قليل حتى يخرج الدهن وتجدد نورها فما لبست أن وقعت الإشارة إليّ بالتوجه إلى زيارة ضريح الشيخ أحمد الأجفريولي، فلما وصلت إليه إذا بسراج هنالك مسرج كذلك، وإذا أنا برجلين قد أتيا، فربطا على وسطي سيفين وأركباني حمارا ووجهاه إلى جهة ضريح الشيخ مزداخن قدس الله سره، فلما وصلناه، رأيت ثمّ سراجا كاللذين قبله.
فنزلت وجلست متوجها إلى نحو القبلة فوقع لي في ذلك التوجه غيبة فرأيت في تلك الغيبة أن الجدار القبل القبلي قد انصدع وظهرت دكة عالية عليها رجل عظيم المقدار قد أسبل أمامه ستر، وحول الدكة جماعة فيهم الشيخ محمد بابا السماسي فقلت في نفسي من هذا الرجل العظيم ومن حوله؟ فقال لي أحدهم أما الرجل العظيم فهو الشيخ عبد الخالق الغجدواني، وأما الجماعة فهم خلفاؤه، وجعل يشير إلى كل واحد منهم، ويقول هذا الشيخ أحمد الصديق، وهذا الشيخ أولياء الكبير، وهذا الشيخ عارف الربوكري، وهذا الشيخ محمود الأنجيري نقولي، وهذا الشيخ علي الراميني، ولما بلغ إلى الشيخ محمد بابا السماسي، قال وهذا قد رأيته في حال حياته وهو شيخك، وقد أعطاك قلنسوة، أفتعرفه؟
فقلت نعم، وكان قد أتى على قصة قلنسوة حين من الدهر فنسيتها، ثم قال وهي في بيتك وقد رفع الله عنك ببركتها بلاء عظيما قد كان حل بك، فقال لي الجماعة اصغ بسمعك، فإن حضرة الشيخ الكبير يريد أن يتلو عليك ما ليس لك عنه غنى في سلوك طريق الحق، فسألتهم أن أسلم عليه، فأزاحوا ذلك الستر فسلمت عليه، فبدأ يتكلم على ما يتعلق بأحوال السلوك أوله ووسطه ومنتهاه إلى أن قال وأما تلك السرج التي رأيتها على تلك الكيفية، فإنما هي لك بشارة وإشارة إلى أن لك استعدادا تاما وقابلية لهذا الطريق، غير أنه ينبغي تحريق فتيلة الاستعداد حتى تقوى الأنوار وتظهر الأسرار، فأدي القابلية حقها تبلغ الأوطار، وعليك بالاستقامة والثبات على جادة الشريعة المطهرة في جميع الأحوال، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والأخذ بالعزيمة والبعد عن الرخصة والبدعة، وأن تجعل قبلتك أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتفحص عن أخباره وآثاره، وأحوال أصحابه العظام، ثم بالغ بالتحريض والحث على ذلك.
قصة محمد بهاء الدين مع الأضرحة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.