مقالات ووجهات نظر

قصة هوس كرة القدم

قصة هوس كرة القدم

قصة هوس كرة القدم

الأديبة والشاعرة السيدة :
سلوى بنموسى / الممملكة المغربية

 

كنا صغارا نلعب في فناء الدار ؛ أو في أزقة حينا الضيق
مع الذكور قي نفس سننا …
وإن يكن !؟ فعشقنا واحد للعبتنا المفضلة ؛ ألا وهي لعبة كرة القدم …..
كنت أجيدها إلى درجة السقوط واتساخ ملابسي .
ولا أبالي ؛ إذ أجد فيها متعة لا تقدر بمال و لاجاه .
إن تقاليدنا الفاسية المغربية في تلك الحقبة ؛ تمنع لعب الذكور مع الإناث أو اختلاطهم !!
طالما تساءلت لم ؟؟
إننا مجرد اطفال !
وإن اختلف نوع جنسنا ؛ فلا يهمني يا أنا ؟!
أين المشكلة يا ترى ؟
وفجأة ترائا في الأفق البعيد ؛ شبح رجل وإذا بصديقي الصغير يقول لي : ادخلي لدار أبوك الحاج جا ؛ دبا يعطيك
قتلة أيال العصى .
لم أجبه . بل أطلقت العنان لساقي الريح .
أجري وألهث من جراء التعب .
كنت صغيرة السن آه ولكن أتقن فن التمثيل هههههه
غسلت وجهي بسرعة البرق !
وبدلت بنطلوني بفستان قريب مني
وفتحت محفظتي لأنهي الواجب المدرسي ؟؟!
طرق أبي الباب فمن غيري يفتحه ؟!
قبلت يديه الكريمتين .
وإذا به يسألني : ألست أنت من كنت تلعبين الكرة
مع أولاد الحي ؟
أجبته ودقات قلبي تسمع وروحي تخفق بسرعة :
لا لا أنا هنا في البيت
ربما تشابهت لك مع أحدهم .
أنظر يا أبي أنا أنجز تماريني المدرسية .
انطلت عليه الحيلة مسكين أبي ؛
ولكن لا لا إنه أذكى مني بكثير
أراد النبيل الكريم ؛ أن يمنحني حيزا صغيرا من الحرية
وأن يجبر بخاطري – ألا رحمة الله عليه –
قبل رأسي مباركا .
وولج إلى غرفته المحببة ؛ ليأخد قسطا من الراحة .
وأنا فرحت لأنه لم يضربني أو يعاقبني كعادته !؟
ولم يفعل بنا هكذا يا رب العالمين !
الكل ممنوع !
وكل ممنوع مرغوب فيه
أعلم أنه يحبنا ؛ ويخاف علينا من الهواء الطائر .
ولكنه خنقنا ؛ وكثم على أنفاسنا .
فرحمة الله عليك أبتي الطيب .
كنت لا تريد أن ترمينا ؛ في تجارب قاسية مريرة .
كنت حامينا وتاج رأسنا
ولكن أليس من الأخطاء يتعلم الناس ؟
إننا نتبع قدرنا يا والدي الغالي وحسب ؛ شئنا أم أبينا .
إن نوادري كثيرة ؛ أود أن أشاركها معكم أصدقائي الأعزاء
فإلى فرصة وقصة أخرى إن أذن الله بذلك
وإن بقي في العمر بقية .
استودعكم الله أعزائي في الله
دمتم في رعاية الرحمن وحفظه .

قصة هوس كرة القدم

الأديبة والشاعرة السيدة :
سلوى بنموسى / الممملكة المغربية


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة