مقالات ووجهات نظر

قصص الأنبياء وقصة نبي الله سليمان عليه السلام الجزء الثاني

قصص الأنبياء وقصة نبي الله سليمان عليه السلام الجزء الثاني

قصص الأنبياء وقصة نبي الله سليمان عليه السلام الجزء الثاني

لفضيلة الشيخ احمد الشيخ
خطيب بوزارة الأوقاف بالإسكندرية

قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع وادي النمل
في القصة العجيبة التي ذكرت في القرءان الكريم حيث تحرك سيدنا سليمان بجنوده من البشر والجن والطيور، وإذا بنملة فصيحة تحذر جماعتها من الموت، وسمعها سليمان ودعا الله أن يرزقه الشكر وأن يدخله في عباده الصالحين.

وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) ( سورة النمل)

قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس ملكة سبأ
اجتمع سليمان بجنوده ولم ير طائر الهدهد فقال إذا لم يأتِ سيتم ذبحه أو تعذيبه أو إذا ما أتى بعذر مقنع سيتم العفو عليه فوقف الهدهد بعيدًا عن سليمان، وقال له أنه جاء من مملكة سبأ بأمر مهم والخطاب لم يكن به خوف ولا ذل، بل قال له أنا أعلم منك في قضية لا تعرفها.

وأوضح الهدهد أن هناك امرأة اسمها بلقيس ملكة سبأ ولها عرش تجلس عليه للحكم ضخم ومرصع بالجواهر واللاليء ويعبدون الشمس، وأضلهم الشيطان وصدهم عن الطريق الصحيح ولا يهتدون، ألا يسجدون لله الذي يخرج ما في الأرض من الأشياء

المخبأة مثل المياه، واختار الهدهد لفظ ( الخبأ ) لأنه من صفات الهدهد أنه يعرف مكان الماء تحت الأرض وكان يدله على الماء تحت الأرض فيحفر الجن الأرض.

يقول الله سبحانه وتعالى:

وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) (سورة النمل)

فتعجب سلميان عليه السلام من قول الهدهد وقال له: ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) (سورة النمل)

فكتب رسالة إلى بلقيس وطلب من الهدهد بأن يقوم بارسال هذه الرسالة إلى بلقيس وبالفعل وصلها وكان فيه أن يخضعوا لحكم سليمان عليه السلام وأن يأتون مسلمين ويؤمنون بالاسلام، فجمعت بلقيس جماعتها وحاشيتها وشاورتهم، حتى لا تحكم إلا بالشورى قالوا لها إننا قوم أقوياء ولا أحد يقف أمامنا والأمر إليكِ وهذا يدل على أنهم ضعاف العقول، وهي التي أعطت الرأي السليم قالت إن الملوك لما يحتلون بلد يفسدوها ويجعلون ملوكها أذلة وكذلك يفعلون.

وقررت أن ترسل هدية إلى الملك سليمان وتنتظر ردة فعل سليمان وما تأتي به الأخبار مع المرسلين بالهدية وبالفعل توجه وفد عظيم من سبأ وقالوا له نحن لا نريد أن نخضع لك ولكن هذه هدية وعلامة صلح بيننا، فلما جاء لسلميان غاضب قال أتعطوني مال فما آتاني الله خيرٌ مما آتاكم من المال والنبوة بل أنتم الذين تفرحون بها، ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا يستطيع أحد أن يقف أمامه، ولنسيطر على ملكها ويذلون لي إلا إذا استسلموا بدون قتال.

فقال وهي تنتظرها تأتي قال لأعيان الناس والجن من يأتيكم بعرش بلقيس العظيم الموجود في سبأ قبل أن تأتي هي ووفدها، قال عفريت من الجن أنا سأتيك به قبل أن ينتهي المجلس (وكان يجلس من الفجر إلى الظهر)، وأضاف العفريت وإني قوي وأمين لا يمكنني ان اسرقه.

قال أحد علماء بني اسرائيل أتاه الله اسم الله الأعظم، أنا آتيك به قبل أن تنظر لآخر الأرض وترجع، فنظر سليمان عليه السلام إلى آخر الأرض ورجع فوجد العرش لديه، فلما رأى العرش مستقر عنده شكر الله عز وجل، ليختبرني أأشكر أم أكفر.

فقال لهم قوموا بتغيير العرش فغيروا أماكن الجواهر التي فيه، لننظر إذا ما كانت تهتدي أو لا، فلما دخلت وبدأ يتحدث معها أراها العرش، وقال لها أهكذا عرشكِ ؟!

فكان جوابها أعقل وأعلم: كأنّه هو أي تحتمل أنه هو أو ليس هو فجمعت كل هذه الاحتمالات في هذه الكلمتين.

فتعجب سليمان من فصاحتها، وقال ( أوتينا العلم من قبلها وأنا من المسلمين ) وظلت لم تؤمن بالله عليه السلام وظلت على الكفر وصدها ما كانت تعبد من دون الله وكانت من قوم كافرين.

فأراد سليمان أن يريها شيئًا ليس من صنع البشر فأدخلها قصر من الزجاج ناعم للغاية، وكذلك الأرض وجعل تحت الزجاج الناعم العجيب الماء يجري فدخلت بلقيس القصر ورأت بحيرة ماء، فقالت ماء قال لها ادخلي فرفعت ثوبها وتريد أن تخوض بالماء ولكنها فوجئت بأنه زجاج.

 

قصص الأنبياء وقصة نبي الله سليمان عليه السلام الجزء الثاني

 

فقال سليمان لها أن هذا صرح مصنوع صناعة دقيقة من زجاجة، ولما رأت ذلك عرفت أنه ليس بملك وإنما نبي من عند الله عز وجل، وأسلمت ودخلت في الاسلام، وفي روايات كثيرة أنه تزوجها سليمان عليه السلام.

اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا

رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44).

تابعوا قصص الأنبياء قصة سيدنا سليمان عليه السلام
(الجزء الثالث)

 

قصص الأنبياء وقصة نبي الله سليمان عليه السلام الجزء الثاني


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة