قضيه في كلمتين للمستشار القانونى هانى حسين
متابعه على صبرى
قضيه في كلمتين للمستشار القانونى هانى حسين
الهدف عرض القضية من أكثر من ناحية اجتماعية
ونفسية
وقانونية
حتي يكتمل الوعي القانوني والثقافي والاجتماعي لدي المستمع.
ونبدا مع بعض قضية جديدة ف كلمتين.
وقضية النهاردة تاريخها قديم شويتين
سنة ١٩٣٦
و كانت اغرب قضية ف الوقت دا واتكلمت عنها كل الجرائد .
ورغم الأزمة الاقتصادية اللي كانت موجودة في التلاتينات واللي أصرت علي المجتمع ككل كان فيه مساحة للتعجب اتوجدت بسبب قضية النهاردة.
وليه لا واطرافها فتاة علي أعتاب العشرينات من عمرها .
ورافعة قضية تطليق للضرر الواقع عليها وهي زوجة لابن عمها .
ودا مايعتبرش الطرف التاني الا علي الورق وبس.
لان المشكلة أن ابن عمها دا كان طفل ماكملش عشر سنين .
ايه الحكاية
وازاي حصل الجواز الغريب دا
دا اللي هانقوله ف حلقة النهاردة من قضية ف كلمتين.
والبداية عند حماها اللي هو عمها ف نفس الوقت .
الراجل اللي بيقول أنه خايف علي فلوس اخوه واملاكه سواء كانت فلوس أو عقارات واراضي خصوصا وأن اخوه مات وماخلفش غير بنت واحدة علي سن جواز.
بنت هاتورث ودا من حقها.
زي ماهو كمان من حقها تتجوز علي سنة الله ورسوله.
وطبعا جوزها دا اللي هايدير ليها أموالها ويمنع عمها من إدارة الثروة دي كلها.
عشان كده ماكانش ف دماغه حل غير أنه يجوز ابنه اللي عنده سبع سنين ولسه مش عارف يتكلم من البنت اللي اكبر منه بعشر سنين بحالهم.
جواز شرعي علي سنة الله ورسوله ويروح يوثق العقد بصفته ولي طبيعي علي ابنه ووصي علي بنت اخوه.
ولأن الموضوع كله علي بعضه مش اكتر من تحايل علي القانون ورغبة من العم في الاستيلاء علي أموال البنت.
بدأت المشاكل تحصل و البنت تفهم أن جوازها دا مجرد جواز صوري.
و انعمها مش عاوز مصلحتها زي ماهو بيقول .
وانه لما بيطلب منها تصبر لحد ما الولد ما يكبر ويبقي جوزها بجد ويقدر يمارس معاها حقوقها الزوجية ماكانش عاوز غير كسب مزيد من الوقت لحد مايحط أيده علي كل الميراث.
وتهرب البنت وتروح لمحامي عشان يرفع لها قضية طلاق قدام المحكمة واللي بتطلب حضور الزوج للتأكد من صحة الدعوي.
اتأكد أنها فعلا متزوجة من طفل لم يبلغ سن الرجولة .
ويكمل العم تفكيره الغريب فيرفض يودي ابنه للمحكمة لانه عارف مدي جريمته ف حق بنت اخوه.
لكنه بيبعت محامي كوكيل عنه ومعاه عقد جواز قديم وبيثبت أن الطفل خلاص بقي راجل ويقدر يتجوز .
وتنظر المحكمة أغرب أوراق قضية اساسها شهادة ميلاد الزوج وعقد جواز صوري أو نقدر نسميه عقد جواز مع ايقاف التنفيذ.
والأغرب أن العم بيجوز ابنه للمرة التانية عشان يثبت رجولة الطفل وأنه يقدر علي الجواز .
تفكير ولا تفكير أهل العصور الوسطي واللي ماكانش بيشوفوا اي مشكلة ف زواج الأطفال وعادي جدا لحد ما المنظمات العالمية نبهت وقررت ومنعت زواج الاطفال.
وهنا المحكمة كانت ف حيرة شديدة لأنها وحسب القانون اللي قدامها سنة ١٩٢٩ مافيش ولا مادة تمنع الزواج دا.
لسه ماتمش تحديد سن الجواز.
لكن الحاجة الوحيدة اللي ممكن تحكم فيها هو الطلاق للضرر
واي ضرر والفتاة العشرينية لسه بكر لان جوزها لساه طفل.
وتحكم المحكمة بالتطليق وفسخ عقد الزواج وكمان تامر العم بعدم التعرض لبنت اخوه وعدم التصرف في ثروتها الكبيرة بمقاييس هذا الزمان.
بعد تسعين سنة ف قضية ف كلمتين.
قضيه في كلمتين للمستشار القانونى هانى حسين
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.