قطعة قماش
قطعة قماش
بقلم الكاتبة / غادة العليمى
وحدهم التجار والجشعيين من يثمنون الاشياء بقدر ما تزيد ارباحهم فى البيع والشراء ولكن ثمة اشياء غالية بل باهظة السعر بقدر عصيانها على البيع الشراء
اشياء لا تقدر بثمن رغم انك قد تشتريها بأبخس النقود القليلة
منها علم الوطن تلك قطعة القماش التى ترفرف على ساريات كل معالم اوطاننا..قطعة من قماش ليست حرير ولا سندس ولا مطرزة بالذهب ولا محلاه بالماس لكنها رمز لوطن يسكننا قبل ان نسكنه ويضمنا قبل ان نضم علمه
لم تكن المدنية الحديثة هى التى اخترعت الاعلام ولا المواطن المعاصر هو من اخترع العلم وفرح برؤيته عاليا وتألم لانتكاسه او سقوطه وكأن جبال الدنيا هى التى سقطت بسقوط علمه
فقد كان لكل لواء حرب ايام الجاهلية وفى صدر الاسلام وعلى مدار الممالك والامبراطوريات القديمة علم يلتف حوله المنتصر ويبكى خلفه المهزوم
هذا الذى ظهر ليفسد الدنيا والدين ويدعى ان تحية علم وطنك وثن وشرك كاذب آشر
وهذا الذى استهان بقطعة قماش لم يجرب ان يعيش غريب فى بلاد بعيدة لا ينتمى لها ولا تشبهه حتى تشارك بلاده فى اى محفل دولى او اى مناسبة عالمية تتيح له ان يرى علم بلاده يرفرف امامه فيعيد اليه رائحة بيته وحضن امه وايام شبابه وسنوات طفولته
وهذه الاصوات النابحة التى تسخر من اعتزازك بعلمك واعلاءك له معللة الامر بأنه لا شئ يسمى وطن وان الاصل الخلافة والخلفاء اينما كانت انما يريد ان يجردك من انتماءك ومحو هويتك من اجل ان اطماع دنيوية دموية تتحرك انت فى مساحة ضيق افكارها نحو محو افكارك لتصير تابع لسيدها مأمور بقوله وفعله وكأنه صوت الله على الارض الذى يأمرك ان تقتل اهلك فتمتثل وتصير سفاح قاتل
فتح الرسول مكة فاكرم اهلها وقال صلى الله عليه وسلم اذهبوا فانتم الطلقاء
وبشره الله فى قرأنه بفتح مبين لانه سيعيده وطنه ويعزه به ويعز وطنه بصدقه وامانته وخلقة العظيم
ولانه على خلق عظيم لم يسيئ لوطنه رغم انه اسيئ له فيه لم يدعو على قومه رغم انه مقبول الدعاء، لم ينقض معهم عهد رغم انهم نقضوا عهودهم معه
تشبهوا بخلق رسول الله واكرموا اوطانكم ،وعززوا رموزه، يعزكم الله
واحملو قطعة القماش فى قلوبكم واهتفوا من كل قلوبكم يحيا الوطن ليحيا المواطن،فضياع الاوطان بضياع هوية شعبها،وسقوط رموزها
قطعة قماش
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.