لأكتب بمحيطات الجان/بقلم: عبدالباسط الصمدي
لأكتب بمحيطات الجان/بقلم: عبدالباسط الصمدي
كمثل الظل منطقة مظلمة
الدنيا و الأيام كحال أوراق الشجر
يوم خضراء زاهية بأبهى حال
و يوم بحال ألوان أوراق الخريف
و يوم حالها حال ممزوجة بتراب
أنا شاعر من جبل حبشي بدا
رعى الغنم و قلبه العاشق
يرى جبل قاسيون في الشام
أرضعتني أمي أمنة الوهابي
الرجولة و الشجاعة و الشهامة
و لمرات عطرتني بالأخلاق
و اسقتني أمي اليمن الحب
أينما أسكن يكون القصر
و حيثما حلت كتاباتي
ظهرت حدائق و انتعش الورد
احتفل بالحب في كل لحظة
و احلق بمدى عال بقلب
غير مكتف بانتظار الوقت
أصحاب الأخلاق الفاضلة
و الأداب العالية
لهم نزلا في القلب
و من أهمتهم أنفسهم
لا نجعل لهم حظا
بأي حال من الأحوال
بأن نكون أصحاب
أنت الخسران إن لم تعرفني
من بصدرك أعمه لاينبت بالحب
أنا مهندس عصى هواه
و جلى مرآة قلب كالحجر
أمي هي اليمن التي كلما ذكر اسمها
قلت هي أمي لذا الأماكن لاتتسع لي
لأكتب في حبها الشعر
جميلة هي أمي عبر العصور
ولا زالت معيار جمال
و التاريخ يتكلم عنها
كانت طريق القوافل كلها تمر هنا
و كانت بلقيس تمر من هنا و كان
الجان من شدة الخوف لا يمشي
قد كتبنا بآحلى القوافي
منذ دهر على الحجر
و لقد بنينا بيوتا يظللها السحاب
و مدنا من الطين تحفها الأسوار
نحن الذين ابتدينا المشوار
سكنا من الجزر التي
لم يسكنها قبل حتى الجان
و بنينا ألف قصر و قصر
و عاد بالصحراء كل شيء مختلف
و لأكتب بجزر و محيطات الجان
كلمات تتردها أمواج البحرين
القدس لنا
مهما طال الليل و طال
و مهما طالت عجاف السنين
سنصلي في المسجد الأقصا
و سيعود ربيع قرطبة
لأكتب بمحيطات الجان/بقلم: عبدالباسط الصمدي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.