لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر
لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر
ذكرت كتب الفقه الإسلامي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر” كناية عن القراءة والقيام، وقال مجاهد”العمل في العشر يضاعف” وقال “العمل في هذه الأيام العشر أفضل من العمل في أيام عشر غيرها” وقال “ويستثنى جهادا واحدا هو أفضل الجهاد” وهو أن يُعقر جواده ويهراق دمه وذكر ابن رجب ما معناه أن الحج المفروض أفضل من التطوع بالجهاد، والتطوع بالجهاد أفضل من التطوع بالحج، إلا أن يكون الرجل ليس من أهل الجهاد فحجه أفضل من جهاده، كالمرأة، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” رواه الطبراني.
وقال ابن رجب رحمه الله، وقد دل الحديث على أن العمل في أيامه أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء، وقال أيضا إذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيه وإن كان مفضولا أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلا، ولهذا قالوا “يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد”ثم استثني جهادا واحدا هو أفضل الجهاد فإنه سُئل صلى الله عليه وسلم “أي الجهاد أفضل؟ قال من عقر جواده وأهريق دمه، وصاحبه أفضل الناس درجة عند الله” رواه أحمد، وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو يقول” اللهم أعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين، فقال صلى الله عليه وسلم “إذن يعقر جوادك وتستشهد” رواه بن حبان.
فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر، وأما بقية أنواع الجهاد، فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منها وكذلك سائر الأعمال، وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره، ثم قال ابن رجب رحمه الله، ما فعل في العشر في فرض فهو أفضل مما فعل في عشر غيره من فرض، فقد تضاعف صلواته المكتوبة، على صلوات عشر رمضان، وما فعل فيه من نفل أفضل مما فعل في غيره من نفل، فيا من أدركته العشر اغتنم هذه الفرصة، فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله مما في غيرها من الشهور، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من الجهاد في سبيل الله، والمحروم من ضيع هذه الفرصة.
ومن جدّ وجد ويسر له سبل الخير، فجاهد نفسك في طاعة الله، وأما عن الصلاة، فإنه يستحب التبكير إلى الفرائض والمسارعة إلى الصف الأول، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات، فانظر إلى ثواب المشي إلى المسجد، لأن الله تعالى يكتب لك بكل خطوة حسنة ويُمحي عنك خطيئة، ويرفع لك درجة، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”من راح إلى مسجد الجماعة، فخطوة تمحو سيئة، وخطوة تكتب له حسنة ذاهبا وراجعا” رواه أحمد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من تطهر في بيته ثم مشي إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة” رواه مسلم.
لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.