ليت الأمور تسير وفق ما نهوى فنرضى
ليت الأمور تسير وفق ما نهوى فنرضى
الانسان بطبعه كائن إجتماعى يعيش بين الناس يقابل فى الدنيا من تصفو اليه نفسه ويطيب الانس به ،
فتقترب المسافات ويتكون رصيد المحبة والألفة قال الله تعالى
( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم ) الايه (13) سورة الحجرات،
ولكن الدنيا لا تستقر على حال ولا تثبت على وتيرة واحدة يعترى تلك العلاقات أمراض وأسقام .
وهى تتأرجح بين الرضا والقبول والرفض ولكن مع من نود بقائهم فى حياتنا تكون سعه الصدر وقبول الأخطاء والتسامح هى دواء لكل داء،
ولكن يظل الغضب هوالعدو لتلك العلاقات التى نريد الحفاظ عليها فى حياتنا.فحين نغضب نستبق الاحداث ونتعجل فى ردود الأفعال ونختبر بعضنا البعض ..
نعطى لانفسنا العصمة ونجلس على منصات الحكم نصادق شيطان النفس والهوى ونجتاز معه أودية الخير والبر إلى أودية الغضب والإنفعال…
فنخطا من نخطا ونصنع الدساتير ونصوغ القوانين …
ونلوى الحقائق لياً لتتناسب مع مخرجات غضبنا اللحظى حتى أننا فى بعض المواقف نرتدى مسوح الرهبان فنحكم باحكام ربانية مجردة
وكاننا نملك العصمة والحكمة وفصل الخطاب . ثم يتركك شيطانك حين تهدأ لتواجهه كل ما فعلت ..
كل ما قلت ..هنا تكون الكارثة .. نحاول أن نعاود أدراجنا .. ولكن بعد ان نكون قد تركنا اثراً يصعب نسيانة مع من نحب بفضل حكمنا المتعجل ..
ظنا منا أن الاخر يتفهم ما نفكر فيه ..ما نحلم به ..اننا بحاجة الى أن نجلس مع أنفسنا ..
ونتصالح ..نسامحها اولاً نرفق بها أن نعطيها مساحة التفكير المنطقى قبل فوات الأوان ..
أن نروض شيطان غضبنا فنكبح جماحه المندفع والمتهور فى آن واحد..
الحقيقة..إن الاخر يحمل لك فى وقت من الاوقات مشاعر الحب ..وينتظر منك الكثير من التفهم من رصيد الغفران والثقة ..
فاذا كان الفتور ..وطال أمره فترت التوقعات والاسوأ من ذلك انه تفتر معه المشاعر وتبرد تلقائياً ….
فاذا راجعت نفسك وهممت بالعودة …ظناً منك أن الاخر يتفهم تحرك مشاعرك للعودة كانت المفاجئة الصادمة.
الحقيقة على عكس ذلك …انك ببساطة تعود الى صورة ذهنية وليس الى واقع للأسف المواقع تغيرت والاخطر أن القلوب تغيرت ..لم يبقى لك الا الوجوة الثابتة الباهتة …
وقريبا جدا ستختفى …الملامح الودودة الى ملامح اكثر حدة …و مع الوقت ستتعامل الناس معك بمبدأ المتعايش لضرورات الحياة فقط وليس المحب ..
أو من باب الاصل الطيب المقيم للعشرة …البائدة ..وللاسف رصيدها قليل جدا جدا سرعان ما ينفذ.
فقد جاء من حديث أبى هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب )
صدق رسول الله……
ليت الأمور تسير وفق ما نهوى فنرضى …
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.