مؤسس مبادرة “زواج بدون ديون” بمحافظة الفيوم يفتح قلبة لجريدة المساء العربي .
.
في مايو من هذا العام الجاري 2022م، تمَّ تدشين مبادرة “زواج بدون ديون” بقرية سنهور البحرية محافظة الفيوم، وفي 11 يونيه تمّ عقد مؤتمرًا حاشدا، دعمته القيادات الدينية والشعبية وكبار العائلات بالقرية لتبني المبادرة.
التقينا جريدة المساء العربي بمؤسسها الشاب محمد السمالوسي لمعرفة تفاصيل هذه المبادرة التي غَزت الشارع المصري، وأصبحت حديث قرى الجمهورية، لدرجة خَرجت من رحمها العديد من المُبادرات الاجتماعية التى تدعو للهدف ذاته، بما يتلاءم مع خصوصية كل قرية!
س: ممكن تعطينا نبذة عنك، ومتى انطلقت، مبادرة «زواج بدون ديون» ولماذا وكيف تأسست؟
أولًا: خالص شكري وتقديري لجريدة المساء العربي، لاهتمامها الجاد بدعم العمل الاجتماعي الهادف.
ثانيًا: اسمي محمد جمعة عبدون السمالوسي، ابن قرية سنهور البحرية، عزبة رحيل، مركز سنورس، محافظة الفيوم، تخرّجتُ في كلية الآداب، جامعة الفيوم، وأعمل كاتبًا واستشاري في إدارة الاستثمارات الزراعية وتسويقها!
أما بخصوص مبادرة زواج بدون ديون، فهي مبادرة تلمس واقعًا مرًا، تعيشه الأسر والشباب والفتيات، حيث إننا نعيش في معاناة من المغالاة الفجة في نفقات الزواج، وهذا أوقع الكثير من الأهالى في شرك الديون، مما أدى إلى اتساع ظاهرة الغارمين والغارمات في مناطقنا، لذا كتبت منشورًا على صفحتي على الفيسبوك، داعيًا إلى الواقعية بالنظر إلى الظرف الاقتصادي الصعب الذي نعانيه، وإلى وقف مظاهر البذخ في تجهيزات الزواج، والكف عن الشو الاجتماعي، وإلغاء كل مسببات الديون، داعيًا إلى الاكتفاء بالأساسيات والضرويات فقط! في هذه الأثناء كان هناك أصدقاء من عزبة وليده إحدى قرى سنهور البحرية، يَنشطون في هذا الاتجاه، ومن ثم تمّ التّشاور لِتشكيل فريق عمل من كل بلاد القرية، لوضع المُخطط العام ومراحل المُبادرة، وبنودها، ونشرنا بيانًا شارك فيه شباب من 14 بلدًا ، وهى بلاد قرية سنهور البحرية.
س: ما أهداف المبادرة؟ وما بنودها؟
تهدف مبادرة زواج بدون ديون إلى مواجهة الغلو في نفقات الزواج، ومجابهة أصنام العادات السلبية الخاطئة التي دمرت العديد من الأسر، وتسببت في اتساع طبقة الغارمين والغارمات، كما أنّها تَدعو إلى التيسير في نفقات الزواج، لأننا نعيش ظرفًا اقتصاديًا حرجًا، لا يَصلح إطلاقًا أن نستمر في عادات لا قيمة لها، كما نَهدف بها إلى رفع الحرج المجتمعي عن الفئات المتوسطة والفقيرة.
فنحن نعتبر المبادرة ضربة قاصمة لظهر الوجاهات الاجتماعية الزائفة، وغزوة مباركة لتكسير الأصنام الاجتماعية التى تسببت في تعسير الحلال! ومنذ تدشينها قررنا أن نعتبرها معركة في الخير!
أما عن أبرز بنودها الآتي:
-تخفيض الشبكة بحيث لا تزيد عن عشرين جرامًا.
-إلغاء النيش ومُحتوياته.
-إلغاء هدايا أمّ العريس.
-إلغاء ردّ الفاتحة(الشبكة).
-إلغاء غداء المأذون.
-إلغاء غرفة الأطفال.
-الاقتصار على الضروريات فقط في كل مراحل الزواج بداية من الخطبة إلى الزفاف!
فالجميع رابح! فبنود المبادرة في صالح الطرفين.
س: ماذا تقصد من قولك “إن المبادرة في صالح الطرفين”؟
سؤال حضرتك مهم جدًا، تطبيق المُبادرة مفيد لجميع أطراف الزواج، الشاب والفتاة والأسر، فإلغاء النيش، ورد الشبكة، وهدايا أم العريس، وبذخ العشيان، يوفر على أهل البنت مبالغ طائلة.
وإلغاء غدا المأذون، وتخفيض عدد جرامات الذهب، وغرفة الأطفال، وملابس العروسة، يوفر على الشاب مبالغ كبيرة، فالمُبادرة دقيقة ومتوازنة وراعت المصلحة العامة، فهي تعود بالنفع على المجتمع والدولة، وهي طوق نجاة للجميع.
س: لماذا ترى أن تطبيق المبادرة نافع للمجتمع والدولة؟
أحييك على هذا السؤال، إن المبادرة ترى أن تطبيق مبادرة “زواج بدون ديون” وأخواتها التى تهدف إلى تيسير الزواج على مستوى الجمهورية يعودُ بالنفع الخاص والعام.. ومن فوائدها: القضاء على العنوسة، القضاء على ظاهرة الغارمين والغارمات الناتجة من تكاليف الزواج العسيرة، تقليل معدلات الطلاق المرتفعة، الإقلال من التقاضي أمام محاكم الأسرة، مما يخفف الضغط على المحاكم، خلو السجون من شريحة الغارمين والغارمات سيوفر على الدولة مبالغ طائلة، زيادة إنتاجية المجتمع بتحقيق الاستقرار النفسي والذهني والعاطفي، الإقلال من ظاهرة الزواج العرفي، والعلاقات المحرمة، لأن باب الحلال أصبح سهلًا بعدما كان عسيرًا، الإقلال من ظاهرة التحرش، سيادة المعاني القيم والمبادئ والأخلاقيات المجتمعية التى بدأت تنحسر، بالإضافة إلى تقليل المحاكاة الاجتماعية الفجة، فالغيرة المجتمعية أساس خراب البيوت!
س: ما مدى استجابة الأهالى للمبادرة؟
بفضل الله وتوفيقه وامتنانه، معظم العائلات يدعموننا، وقد لاحظناه، من خلال الدعم المعنوى الذي تلقيناه، ومن خلال التطبيق الكلى أو الجزئي لبنود المبادرة، فحالات تطبيق المبادرة تزداد يوميًا، بالإضافة إلى انتشار المبادرة داخل قرى المحافظة والجمهورية، شجّع عدد من كبار العائلات إلى التفاعل معها وتعزيزها بالمشاركة!
ما خطتكم لتفعيل بنود المبادرة داخل مجتمعكم؟
نعتمد على الله أولًا، ونخلص لله متجردين طالبين العون منه، فقد أعددنا العديد من استراتجيات التأثير والإقناع للتفعيل، استخدمنا أدوات السوشيل الميديا لإقناع الفئات النشطة من الشباب والفتيات، تفعيل دور خطباء المساجد وعلماء الأزهر، تفعيل دور كبار العائلات لما لهم من دور فاعل مؤثر داخل عائلاتهم، بالإضافة إلى التواصل الإعلامي مع عدد من البرامج والصحف والقنوات والإذاعات، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية، ولقاءات في الشارع مع الأهالي.
س: ختامًا، ما الذي تود قوله؟
أولًا: بشكر كل المؤسسين من الشباب: وهم: معاذ على، محمود الصياد، أحمد عبد العليم، فارس الشال، محمود الدبيكي، وعبد الرحمن محمد، وإسلام جمعة، ومحمد رياض، ومحمد رمضان مفتاح، وأحمد رحيل.
ثانيًا: أقول لأهلي في بلاد سنهور البحرية عامة، ثقوا في الله أولًا، ثم في شبابكم، فأبناؤكم يُدركون الواقع جيدًا، شمروا سواع
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.