ما النجاة من المحن
بقلم السيد عفيفي جمال الدين
(ما النجاة من المحن)
فى هذه الأيام هناك ظروف ومحن وابتلائات صعبة تعيشها
ربما اختلفت عليك الأيام وغيرت كل نظام حياتك وضاقت عليك ولم تعد ظروفك كالسابق ربما ذاد عليك الحمل وكثرت امامك العثرات وتتمنى أن تعود الى زمن فات كانت فيه الخيرات ربما يزداد الأمر شدة وتطول المدة وتزيد فيك الألام وتزول منك الأحلام ويقل فيك العزم ويكون هناك شلل فى كل أفكارك ربما تفقد روح الهمم التى كانت فيك فحاول أن تخرج من ضيق البئر وتخلوا عنك فعليك أن تتذكر سيدنا إبراهيم وهو فى النار ثقته بالله جعلت النار بردا وسلاما وكانت النجاة وسيدنا يونس فى بطن الحوت نادى سبحانك إني كنت من الظالمين فكانت النجاة وسيدنا يوسف وهو فى غيابت الجب كان يسبح وحتى تفسر رؤياه فكانت النجاة ويعقوب كانت ثقته بالله فرجع بصره وكانت النجاة عليك أن تقاتل حتى تعبر هذه المحن ويزول عنك الهزل وتزرع الأمل وتأكد بأنه سينزل يوما المطر على أرض بور فتخرج الزروع اجعل عندك هدف فى الحياة ماهو المفروض أن يكون ثقتك بالله على أنه يرزق الدود فى بطن الحجر أنسى الملل أنسى الضجر وامشى فى مناكبها فقد أكلوا الصحابه أوراق الشجر واعلم إن طالت الغمامة فأبشر سينزل المطر عليك أن تفوق من النوم وتنسى نغمة اللوم وتتحدى كل البشر حتى تعيش فى رغد عليك أن تكون من المتقين حتى تدخل في جنة ونهر وتعيش حياة مستقر إنّما النجاة بأن تنشغلَ بنفسك عن الخلق
تُهذّب مساعيها للخير وتُعاتِب تقصيرها فى الطاعات وتُعاقب تَجاوزها فى المعاصى وتُجازي إحسانها
و النجاة بأن تراقب قلبك
فتصلح منه ما مزّقته يد الغفلة والشهوة وتحرس فيه مداخل الشيطان وحديث النفس
( قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً
الذين ضلّ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً)
إنّ الخسارة الحقيقة أن تعمل وتسعى في الحياة الدنيا فتظُنُّ أنّك أحسنت عملاً وأتقنت سعياً، وتَغفل عن شِركٍ خَفيّ وهوىً متَّبع، واختلاطٍ للنوايا عن مراد الله عليك أن تزيد بالعمل والسعي لطلب الرزق وأن يكون هناك إخلاص ( من شهِد في إخلاصه إخلاص
فإخلاصُه يحتاج إلى إخلاص)
إنّها رحلةٌ لن تنتهي وإنّ المسير عند السالكين يحلو بعلاقَةٍ خاصّة بين العبد والربّ! يرجو بها وجه الله، فيمضي بين خوفٍ ورجاء!عليك ان تنشغل بنفسك بعيد عن الناس حتى تنال الخيرات من الله والله سخر لنا الأرض لتكون سبب في الرزق فقال تعالى… هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)
دمت فى آمن وآمان من الله تحياتي لكم
ما النجاة من المحن
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.