
ما بعد الفوز الطريق يبدأ الآن
مبروك للفائزين بعضوية مجلس الشعب لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها أنّ اللحظة التي تعلن فوزكم فيها ليست النهاية، بل بداية امتحانٍ حقيقي أمام الناس التي منحتكم ثقتها، وعلّقت عليكم آمالها، ورأت فيكم صوتها وحقّها وكرامتها.
المواطن اليوم لا ينتظر كلماتٍ منمّقة، ولا وعودًا تتبخّر بعد الانتخابات. المواطن ينظر حوله… يرى طرقًا مكسّرة، شوارع غير نظيفة، خدمات غائبة، واحتياجات بسيطة ما زالت مؤجَّلة.
وهنا يبدأ دوركم
دوركم بعد الفوز… هو أن يُرى أثرُكم قبل أن يُسمع كلامُكم
1. الطرق ليست مجرد إسفلت، بل كرامة حياة
حين تتحول طرق القرى والأحياء إلى حفر، ويصبح الوصول للمدرسة أو المستشفى مخاطرة يومية، فهذه مسؤوليتكم. أن تضعوا ملف البنية التحتية في مقدّمة أولوياتكم، وأن تدفعوا باتجاه خطط حقيقية لا زيارات شكلية.
2. النظافة ليست رفاهية، بل حقّ أساسي
شوارع نظيفة تعني صحة، وتعني بيئة تحترم الإنسان. المواطن لا يطالب بالمستحيل… فقط يريد شارعًا لا يخجل أن يمر به، وحيًّا يشعر أنه ينتمي إليه.
3. الرقابة… قبل التشريع
عضو مجلس الشعب ليس مهمته الكلام فقط، بل المتابعة، والمراقبة، والوقوف على كل تقصير، وفتح الملفات التي تؤثر على حياة الناس. أن تكونوا صوتهم القوي لا الهادئ، وصوتهم الجريء لا المجامل.
الثقة التي منحوكم إياها ليست شيكًا مفتوحًا
الناس اختارتكم لأنهم يريدون من يمثلهم بضمير، لا بمنصب. يريدون من يسأل عنهم، يزورهم، يرى مشكلاتهم، ويعمل لأجلهم لا من فوقهم.
الخدمة الحقيقية تبدأ حين تصمت الميكروفونات ويبدأ العمل
فوزكم خطوة… أمّا الإنجاز الحقيقي فهو عندما يشعر المواطن أنه لم يخطئ اختياره.
عندما يرى طريقه أصلح، وخدمته توفّرت، وصوته لم يُهمّش.
هذه هي رسالتُكم الآن… وهذا هو دورُكم الحقيقي.
البلد لا تحتاج وعودًا جديدة، بل تحتاج رجالًا ونساءً يحملون همّها، ويتحركون من أجلها.
والمواطن… لن ينتظر طويلًا ليرى الفرق
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

