حوادث وقضايا

ما حدث في دلجا ليس حادثًا عابرًا… بل قضية رأي عام

سارة خاطر

“صغار دلجا.. موت بالجملة داخل بيت واحد والشكوك تحاصر الجميع”

دلجا – ديرمواس – المنيا | مشهد فاجعة إنسانية معقدة التفاصيل

في لحظة واحدة، انقلبت الحياة في قرية دلجا رأسًا على عقب.
بيتٌ صغير كان يحتضن ستة أشقاء، تحول إلى عنوان مأساة مدوية:
أربعة أطفال راحوا في أقل من يومين، اثنتان ما زالتا تصارعان الغموض في مركز السموم… والقرية كلها في صدمة.

البلاغ الأول: بداية النهاية

كانت البداية حين تلقت غرفة عمليات مديرية أمن المنيا بلاغًا من مستشفى ديرمواس العام، يفيد بوصول 6 أشقاء من أسرة واحدة — أربعة منهم فارقوا الحياة، واثنان نُقلا إلى مستشفى المنيا الجامعي للعلاج.

بلاغ هزّ القلوب قبل العقول، ومعه بدأت سلسلة طويلة من التساؤلات التي لا تزال تبحث عن إجابة حتى الآن.

رحيل الأبرياء.. تباعًا!

بحسب مصدر طبي فإن البداية كانت عندما شعر الطفل محمد نصر (9 سنوات) بارتفاع في الحرارة وتوعك بسيط.
اصطحبته أسرته إلى عيادة خاصة، ولكن حالته تدهورت سريعًا…
وفي الطريق إلى المستشفى، لفظ أنفاسه الأخيرة.

لم تمر ساعات، حتى وصل شقيقاه عمر (7 سنوات) وريم (11 عامًا) إلى المستشفى بنفس الأعراض: حرارة، تشنجات، فقدان للوعي.
وتوفيا داخل المستشفى.

أما الطفل الرابع أحمد، فتم حجزه بالعناية المركزة في محاولة أخيرة لإنقاذه… لكنه هو الآخر، توفي في اليوم التالي.

الناجيتان تحت المراقبة المشددة

في نفس الوقت، ظهرت أعراض مشابهة على الشقيقتين رحمة وفرحة، وتم نقلهما فورًا إلى مستشفى المنيا الجامعي – قسم السموم.
ورغم حالتهما الحرجة، إلا أنهما الناجيتان الوحيدتان من فاجعة هزّت مجتمعًا بأكمله.

الفرضية الأولى: التهاب سحائي؟

عند تشابه الأعراض وتوالي الوفيات، ارتفع الحديث بين الأهالي عن التهاب سحائي معدٍ.
خوف، ارتباك، وشائعات اجتاحت القرية.

لكن وزارة الصحة المصرية أصدرت بيانًا عاجلًا أكدت فيه:
لا وجود لأي التهاب سحائي، ولا بكتيريا أو عدوى فيروسية ظهرت في التحاليل.

تحول مفاجئ في مسار التحقيقات: شبهة جنائية!

هنا بدأت القصة تأخذ منحى أكثر تعقيدًا…

النيابة العامة قررت:

تشريح الجثامين بدقة

سحب عينات من الطعام والمياه داخل المنزل

إرسال عينات الطفل المتوفي الأخير إلى المعامل المركزية

وفتح تحقيق موسع مع والد الأطفال وزوجته

كما صدر قرار صارم بـ التحفظ على الشقيقتين رحمة وفرحة داخل مستشفى السموم، ومنع تسليمهما لأي فرد من الأسرة لحين انتهاء التحقيقات، بسبب الاشتباه في وجود شبهة جنائية محتملة في الوفاة الجماعية للأشقاء الأربعة.

الأسئلة الصادمة المطروحة:

هل تعرض الأطفال لتسمم غذائي أو بيئي؟

هل هناك متورط داخل البيت؟

ولماذا تكررت نفس الأعراض ونفس النهاية؟

هل كانت هناك خلافات أو إهمال؟

ولماذا لا تزال الفتاتان الوحيدتان على قيد الحياة؟

الكل لا يردّد سوى سؤال واحد:

“إزاي أربعة إخوات يموتوا فجأة؟ وإزاي الحقيقة لسه مش باينة؟”

ما حدث في دلجا ليس حادثًا عابرًا…
بل قضية رأي عام، ضحاياها أطفال، وظروفها غامضة،
والعدالة الآن حيز التنفيذ…


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading