مجموعة تكوين جريمة إجتماعية
مجموعة تكوين جريمة إجتماعية
بقلم الكاتب الصحفي/ رياض عواد
مازلت أعرب عن دهشتي من مجموعة تكوين والتي أعتبرها جريمة إجتماعية وتضم شخصيات معظمها بلغة الشباب :
” متعلم عليهم ” …
وهو مايطرح سؤالا في نفوس العامة انه إذا كان الغرض الحقيقي من تلك المنصة هو سبوبة دولارات كما يقول وائل غنيم في فيديو هزلي كاشف ،
فانني أخشي أن تهدد تكوين السلم الإجتماعي وتخلق أجواء مماثلة لأجواء متوترة مثل الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي والأيات الشيطانية وحوارات فرج فودة التي اودت بحياته..
فهذا ما أخشاه فعلا لأن إبراهيم عيسي عودنا ممارسة العبثية الدينية مثل جدليات المعتزلة.. إنه لعب بالنار وأعاد الأمة الإسلامية إلي الوراء
فالمجتمع الفكري هو الخسران من تلك الأجواء الكلامية المفتعلة الجدلية الخاسرة ..
ولا أظن ان جدليات ابراهيم عيسى تتساوي مع تلك المعركة الكلامية بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ورئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت والتي جرت منذ عام تقريبا في مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي
“، فكتاب الخشت العميق الموجود في الاسواق ليس جدليا .. انه حول “الدين والتجديد في فلسفة الخشت” يناقش العقلانية الإيمانية في فكر الدكتور الخشت ومفهوم العقلانية النقدية وتطوير العقل المصري ..
وقد تصوره البعض انه تفكيك الخطاب الديني ولا اراه ذلك ولكن العنوان فقط استفز شيخ الازهر فرفض ان يقرأه .. واشكره لانه شدني لأقرأه .
كان ينبغي علي إبراهيم عيسي ان يناقش ماهو أعمق من السيرة النبوية العطره وتشكيك المسلمين في تلك السيرة التي أهتم بها الصحابة الأخيار ، ونقلوا أحداثها إلى تلاميذهم،
وكانوا يسعون إلى نشرها بين النّاس لكن ابراهيم عيسي مارس التشكيك ، وإنزلق في أخطاء تاريخيه حول حقيقة وأصول وتسلسل تلك المخطوطات التاريخية ،
مثل سيرة ابن هشام علي سبيل المثال والتي يوجد نحو ( 22 ) مخطوطة في مصر وحدها !
لماذا هذا الحرث في الماء ؟! ويعيد إنتاج ماعفي عليه الزمن
لماذا يعشق ابراهيم عيسي دائما بين الفترة والاخري ان يشعل الضوء حوله كلما انطفئت حججه ، ويكون مثيرا للجدل باستمرار ،
أما كان حري به ان يناقش فلسفة واصداء السيرة النبوية في كتاب ( مايكل هارت ) الذي قضى 28 عاما يؤلف كتابا اسمه
” العظماء مائة ” والذي ترجمه للمكتبة العربية أنيس منصور ، ويروي لنا باسلوبه المثير حقا كيف ان ( مايكل هارت ) بعد ان أتم تأليفه أعلن في محاضرة له في لندن عن الشخصية التي احتلت المركز الأول …
وكان الإعلانً كما يروي أنيس منصور عن أعظم شخصية في التاريخ قد شكل صدمة لأغلب الحُضور ، فكان الجمهور يقاطعه بالإحتجاج والصراخ لكي لا يتم حديثه… قال لهم :
الرجل الذي تعترضون على احتلاله المركز الأول وقف ذات يوم في قرية صغيرة هي مكة وقال للناس فيها أنا رسول الله إليكم ، جئت لأتمم لكم مكارم الأخلاق. فآمن معه 3 زوجته وصاحبه وطفل !!!
الآن وبعد مرور 1400 عام عدد المسلمين تجاوز المليار ونصف و كل يوم في ازدياد… فلا يمكن أن يكون كاذباً لأنه ليس هناك كذبة تعيش 1400 سنه…
ولا يمكن لأحد ابداً أن يخدع أكثر من مليار ونصف إنسان كل هذا الوقت .. لو درستم سيرته جيدا لعرفتهم من هو محمد بن عبد الله أعظم شخصية وُجدت على الأرض !!
إنه النبي يا إبراهيم عيسي .. خاتم أنبياء أولي العزم الخمسة .. إنه الخاتم المجلل .. إنه مركز الزمكان ونحن نقع شرقا منه أو غربه .. إنه الغطاء الذهبي لكل مالدي البشرية من عملات ورقية ..
ولما لا فقد عرض الله عليه أن يجعل له بطحاء مكة ذهبا وانت تنكر هذا ،
ثم اسري به ، وعرج الي السماء السبع حتي بلغ السدرة .. وما ادراك ما السدرة !! .. وانت تنكر هذا ايضا وتشكك في تلك السيرة وهذا النص القراني اليس كذلك !! .. الست انت من قلت في برنامجك
( مهتم أوي بالمعراج يا خويا ، طيب إيه رأيك مفيش معراج أصلا – سلطانية سلطانية .. ساخرا من الآية الكريمة “هلك عني سلطانيه”) ..
لماذا اصرارك ، وقد اعتذرت ثم تعود بقوة دولارك !!
كن حذرا وموضوعيا ولا يغرنك الدولار .. أن السياسة التي تخطف الدين إختطافًا حينما يريد أهلها أن يحققوا هدفا مخالفا للدين ستمحوك عندنا يبطل دورك ولايستمع اليك الناس،
وسيظل صوتك ومن معك صارخ في البرية اي تكون وحيدا وسط الزحام .. ينكرك الناس ، فالتاريخ لايعرف الكثير عن الذين أكلوا وشبعوا ولكن يعرف الذين جاءوا وثاروا ، وصاموا وزهدوا..
مجموعة تكوين جريمة إجتماعية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.