رياضةمقالات ووجهات نظرنعي

محمد مات”.. حكاية عبدالوهاب أصعب لحظها شاهدها التتش خالدة لن تنسى

محمد مات”.. حكاية عبدالوهاب أصعب لحظها شاهدها التتش خالدة لن تنسى

كتبت: آيه حجاج

لا شيء أقسى على القلب والعقل من فراق الأحبة، وخاصة عندما يأتي الموت فجأة، كعاصفة تحطم كل الآمال وتترك وراءها فراغًا لا يُملأ، هكذا هو حالنا في ذكرى رحيل الشاب الذي خطفه الموت مبكرًا، “محمد عبدالوهاب”، الذي ودع الحياة في 31 أغسطس 2006.

كان عبدالوهاب نجمًا لامعًا في سماء الكرة المصرية، ولكنه رحل تاركًا خلفه حبًا خالدًا في قلوب مشجعي الكرة المصرية، وخاصة جماهير الأهلي، ويحل علينا اليوم الذكرى الـ 18 على وفاة محبوب جماهير القلعة الحمراء.

رحيل مفاجئ وصاعقة لا تُنسى

جاء خبر وفاة محمد عبدالوهاب كالصاعقة التي ضربت قلوب محبيه، أثناء تدريباته الصباحية على ملعب مختار التتش، سقط بشكل مفاجئ على الأرض.

ظن زملاؤه في البداية أنه يمزح لكن عندما لم يستجب، تدخل الطبيب بسرعة، وأُرسِل إلى المستشفى، وما كان من الجميع إلا أن يتلقوا الخبر الحزين “محمد مات”.

كان هذا الخبر فاجعًا للأسرة ولزملائه ولجماهير الكرة المصرية الذين لم يتمكنوا من تصديق أن نجمًا شابًا مثل عبدالوهاب قد فارق الحياة.

نبوءة بالرحيل قبل الأوان

قبل يوم واحد من وفاته، ترك محمد عبدالوهاب رسالة كتبها بخط يده في غرفته جاء فيها: “لا تبكي نفسي على شيء قد ذهب، ونفسي التي تملك كل شيء ذاهبة”، هذه الكلمات كانت تعبيرًا عن حزنه العميق بعد وفاة صديقه المقرب أحمد وحيد، لاعب منتخب الشباب، الذي رحل في حادث سير قبل أيام قليلة.

لم يكن يعلم عبدالوهاب أن هذه الرسالة ستكون نبوءة لرحيله المفاجئ على أرضية ملعب التتش، نتيجة أزمة قلبية مفاجئة.

محمد عبدالوهاب حياة قصيرة ومسيرة لامعة

ولد محمد عبدالوهاب في الأول من أكتوبر 1983، في مدينة سنورس بمحافظة الفيوم، منذ صغره عشق كرة القدم وبدأ مشواره في مركز شباب سنورس، وبعد فترة قصيرة مع ناشئي الزمالك، أنضم إلى نادي الألمونيوم بنجع حمادي.

وهنا لفت الأنظار بموهبته ونجح في الانضمام إلى منتخب مصر للشباب بقيادة حسن شحاتة، حيث تألق في كأس الأمم الأفريقية للشباب 2003.

انتقل عبدالوهاب بعدها إلى نادي الظفرة الإماراتي، ومنه إلى نادي إنبي في مصر، وفي موسم 2004/2005 انتقل على سبيل الإعارة إلى النادي الأهلي، على الرغم من بدايته المتواضعة مع الفريق، إلا أن إصابة جيلبرتو منحته الفرصة للتألق، وأصبح أحد الأعمدة الأساسية للفريق.

إنجازات ونجاحات موسيقار الملاعب

رغم قصر مسيرته، حقق عبدالوهاب العديد من الإنجازات التي ستظل خالدة في تاريخ الكرة المصرية مع الأهلي، لعب 42 مباراة وسجل 6 أهداف، وساهم في تحقيق سبع بطولات:-

– الدوري المصري الممتاز (مرتين).
– كأس السوبر المصري (مرتين).
– كأس مصر.
– دوري أبطال أفريقيا.
– السوبر الأفريقي.

أما على الصعيد الدولي، فشارك مع منتخب مصر في تحقيق العديد من الألقاب، أبرزها:-

– كأس الأمم الأفريقية للشباب 2003.
– كأس العالم العسكرية في ألمانيا، حيث توج هدافًا للبطولة.
– كأس الأمم الأفريقية 2006 مع المنتخب الأول.

محمد مات".. حكاية عبدالوهاب أصعب لحظها شاهدها التتش خالدة لن تنسى

الوداع المؤثر لحظات لن تُنسى

وفي مباراة الأهلي ضد الصفاقسي التونسي بدوري أبطال أفريقيا، والتي كانت مقررة بعد وفاة عبدالوهاب، خيمت أجواء الحزن على الملعب. الجماهير التونسية رفعت لافتات كتب عليها “إنا لله وإنا إليه راجعون”، فيما ارتدى لاعبو الأهلي شارات سوداء تكريمًا لزميلهم الراحل، الأهداف التي سُجلت في تلك المباراة كانت مفعمة بالعاطفة، حيث قَبَّلَ اللاعبون الشارات السوداء بعد تسجيلهم، في لحظة حملت كل معاني الحب والوداع لزميلهم الراحل.

-إرث عبدالوهاب الخالد

محمد عبدالوهاب لم يكن مجرد لاعب كرة قدم موهوب، بل كان إنسانًا ترك أثرًا كبيرًا في قلوب من عرفوه، سيظل اسمه مرتبطًا بروح الشباب والأمل الذي خطفه الموت مبكرًا، ولكنه سيبقى دائمًا في ذاكرة عشاق كرة القدم الذين لن ينسوا ابتسامته وإبداعه داخل الملعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى