حوادث وقضايا

مشادة تتحول إلى مأساة في الدقهلية.. “مفك” أنهى حياة طالب إعدادي على يد زميله

كتبت: رنيم علاء نور الدين

مشادة تتحول إلى مأساة في الدقهلية.. “مفك” أنهى حياة طالب إعدادي على يد زميله

كتبت / رنيم علاء نور الدين

لم يكن أحد من أهالي قرية الحصص التابعة لمركز شربين بالدقهلية، يتخيل أن خلافًا بسيطًا بين طفلين سيتحول إلى مأساة تهز القرية بأكملها، وتزرع الحزن في كل بيت.

في إحدى زوايا الشارع الهادئ، بدأ كل شيء على نحو عابر؛ مجموعة من الطلاب يلهون ويرشون المياه على بعضهم، ضحكات تتعالى، وصوت صيفٍ مشمسٍ بريء… قبل أن تتحول تلك اللحظات البريئة إلى فاجعة.
كلمة استفزّت الآخر، فمشادة، ثم دفعة، فصرخة، وفجأة… سحب أحدهما “مفكًا” كان في متناول يده، وسدّد به طعنة غادرة إلى رأس زميله، وسط ذهول كل من كان حولهما.

هرع الأهالي نحو الطفل الصغير، محاولين إنقاذه، فيما تجمعت الوجوه على صرخة واحدة: “الحقوه!”. نُقل الطالب زياد السعيد علي الشافعي، البالغ من العمر 14 عامًا، إلى مستشفى شربين العام وهو في حالة خطيرة، ودخل العناية المركزة، لكن القدر كان أسرع، إذ لفظ أنفاسه الأخيرة بعد يومٍ واحد من الحادث.

تلقى اللواء مدير أمن الدقهلية إخطارًا من مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ من المستشفى بوفاة الطالب متأثرًا بإصابته بجرح قطعي في الرأس، نتيجة اعتداء زميل له باستخدام مفك. وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، وجمعت التحريات التي أكدت أن الواقعة بدأت بـ”مزاح أطفال” لم يدُم طويلًا، لينتهي بجريمة قتل تقشعر لها الأبدان.

تم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بتشريحه وبيان سبب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها، فيما تم ضبط المتهم وتحرير محضر بالواقعة تمهيدًا للتحقيق معه.

القرية بأكملها خيّم عليها الحزن، فالجميع يعرف الجميع، والمأساة مزدوجة… أمٌ فقدت ابنها، وأخرى ستعيش بذكرى لا تُحتمل لابنٍ صار قاتلًا دون أن يدرك معنى الموت بعد.

ويبقى السؤال الموجع:
كم من غضبة لحظة قد تسلب عمرًا كاملًا، وكم من مزحةٍ بريئة قد تفتح بابًا لجريمة لا عودة بعدها؟

مشادة تتحول إلى مأساة في الدقهلية.. “مفك” أنهى حياة طالب إعدادي على يد زميله


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading