مظاهر قدرة الله في الكون
مظاهر قدرة الله في الكون
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 24 نوفمبر
مظاهر قدرة الله في الكون
الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، لقد جعل الإسلام احترام الكبير نوع من أنواع إجلال الله وتعظيمه، فقال عليه الصلاة والسلام “إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة من المسلمين، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وذي السلطان المقسط” وكان صلى الله عليه وسلم إذا تحدث إليه اثنان بدأ بالأكبر سنا ويقول “كبر كبر” رواه البخاري، ويبدأ الأكبر قبل أن يبدأ الأصغر، هكذا أمر الإسلام، وفي الصلاة وجّه صلى الله عليه وسلم بأن يتقدم بعد الإمام البالغون وكبار السن، فعن أبي مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” رواه مسلم.
كل ذلك تقديرا وإكراما لهم، فإذا أقيمت الصلاة في المسجد وقام الناس لتسوية الصفوف فإن كبار السن أحق بالصفوف الأولى، أما إذا جاء أحدهم متأخرا فلا يجوز له أن يسحب أحدا من الصلاة ولو كان صغيرا حتى لا يشغله عن صلاته، ومراعاة لشعوره وحقه في السبق، بل من رعاية الإسلام للكبار أنه رخص لهم في كثير من العبادات والطاعات في القيام والصيام والحج والجهاد رحمة ورأفة بهم، فقد أمضوا سنوات عمرهم في هذه الطاعات، فلما كبر سنهم ورق عظمهم وخارت قواهم راعى الإسلام هذه الحال، ووجه إلى التخفيف والتيسير، وتكليف العبد بعد الفرائض ما يطيق من العبادات، فهذا رجل كبير السن كما في حديث عبد الله بن بسر يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله.
إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، وفي رواية ولا تكثر فقال عليه الصلاة والسلام “لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله تعالى” رواه الترمذي، وتتعدد مظاهر قدرة الله في الكون، فهي موجودة أينما نظرنا، في أنفسنا، وفي الأرض والسماء بما فيها من موجودات ومخلوقات طيور وحيوانات وطبيعة خلابة وإن كل ما نراه في هذا الكون يدفعنا للتفكر والتامل في الخالق، فهو الذي خلق فأبدع، وصوّر فأحسن التصوير، وجعل كل أجزاء الكون متصلة منتظمة وفق نظام دقيق لا يحيد، فسبحانه تعالى وحده المستحق للعبادة، وهو عز وجل جدير بالشكر والحمد على نعمه التي لا تحصى ولا تعد، والأجدر بأن يبدأ الإنسان بتأمل نفسه، ليدرك قدرته تعالى وإبداعه وإتقانه، فقد خلق الإنسان في أحسن تقويم.
وأنعم عليه بنعم لا تحصى ولا تعد، فأعطاه عينين ليبصر بهما ويتلمس طريقه ويتعرف على الأشياء حوله، وأعطاه قلبا ينبض ويضخ الدم إلى مختلف أنحاء الجسم، ودماغا ينظم عمل أجهزة الجسم ويدرك به ويعقل، وإن من أعظم المخاطر على دين العبد هو السَّير وراء حب هذه الدنيا الفانية بدون ضوابط شرعية ولا قيود دينية، وإن من أشد الفتن على المسلم هو التكالب على متاع هذه الحياة الزائلة، وجعلها الغايةَ والهدف بحد ذاته دون رقابة إيمانية، ومراعاة لأحكام إسلامية، وإن من الفتن الخطيرة على المسلم، هو أن يجعل الدنيا أكبر همه، ومبلغ علمه، ومحور سعيه، وغاية وجوده، ومن غلب حب دنياه على حب دينه، وقدَّم شهواته على طاعة مولاه، فقد وقع في حبائل الشيطان الجسام، ومصائده العظام، ويقول الله تعالى ” وأحل لكم البيع وحرم الربا”.
مظاهر قدرة الله في الكون
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.