مقالات ووجهات نظر

معاقين بلا إعاقه  

معاقين بلا اعاقه 

معاقين بلا إعاقه

كتب إبراهيم عيسى

معاقين بلا إعاقه

نعلم جميعا من هو المعاق ؟ فجميعنا يظن أن المعاق هو من يعاني عجز في أي جزء من أجزاء جسده سواء أكان بيده أو قدمه او عينه ، أو حتي قدراته العقلية أو الذهنيه ، فمن هنا نطلق عليه أنه معاق ، مع العلم أن هناك الكثير من المعاقين لا يجب أن نطلق عليهم لقب معاق ، لأنهم لم يستسلموا لهذه الإعاقة بل تحدوها فمن هذا المنطلق هؤلاء ليسوا معاقين ، فالاعاقة ليست إعاقة بدن بل هي إعاقة فكر .

هؤلاء الشخصيات جعلوا لهم اهداف ومصممين علي تحقيقها، ولديهم العزيمة لكي يصبحوا في أماكن مرموقه سواء أكان من ناحية الأدب مثل طه حسين عميد الأدب العربي وأيضا عمار الشريعي كان كفيفا وكان من كبار الملحنين بالإضافة إلي أن الكثير من حافظي كتاب الله كانوا من المكفوفين والشيخ كشك عليه رحمة الله وتتلمذ وتخرج علي أيديهم الكثير والكثير ، من ناحية الرياضة كان هناك لاعب تنس طاوله يسمي إبراهيم حميدتو كان مبتور اليدين وكان يلعب بأسنانه وحصل علي الكثير من الميداليات المحلية والدولية ، هؤلاء لا نستطيع أن نطلق عليهم معاقين .

في هذه الأيام اصبحنا نحن من نصنع المعاقين في بيوتنا ونحن لا نعلم ، حينما يترك الاب او الام ابنائهم بدون أن يقوموا بابسط الأعمال المطلوبة منهم حينما تخرج الفتاه بدون أن تقوم بترتيب غرفتها ومنتظره من امها أن تفعل ذلك ، حينما يصل الشاب الي سن العشرينات أو الثلاثينات بدون عمل أو المحاولة لكي يساعد والديه فيكون في بيته بلا هويه ، موجود فقط من أجل أن يأكل وينام وكأن المنزل ما هو إلا فندق ، ولا يهتم ولا يعلم قدر المسؤولية الملقاه علي عاتق والديه .

قد يكون الوالدين هما السبب الرئيسي في تحويل الأبناء الي معاقين بلا إعاقة بسبب ام عدم رغبته في عملهم خشية أن يعاني ابنه فيتركه لكي يتمتع ويقول لنفسه ولغيره لا داعي لكي اجعل ابني او بنتي تعاني ما عانيته في الماضي ، نجد أن فتيات قد يتزوجن ولا يعرفن شيء عن بيت الزوجية ولا المسؤلية فيصل الحال بهم الي الطلاق ،فمن هنا نجد أن الشباب يصبحوا لديهم وقت فراغ قاتل قد يكون سبب الي دفعهم سواء الي الإدمان أو الجريمة، لانهم لا هدف لهم ، وفي النهاية قد تكون النهايه أما الي السجن أو الموت .

اختتم كلامي بأنه لا داعي أن تتركوا أبناءكم بلا هدف بلا قيمه ، علموهم من صغرهم الإعتماد علي أنفسهم ، لابد وأن يكون له قيمة في منزله منذ صغره ، أن يقوم بالمهام المطلوبه منه ، ولابد أن يعملوا في سن صغير حتي يتمكنوا من تحمل المسؤلية بدل من أن يكونوا معاقين في مجتمع عامل ويفيدوا أنفسهم حينما يصبحوا شبابا ثم رجالا .

معاقين بلا إعاقه


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة