مقالات ووجهات نظر

معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات

معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات

معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات

كتبت : نادية أحمد

معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات في فترة من فترات الحياة، وكثيراً ما يتساءل الآباء عن أجدى السبل للتعامل مع أبنائهم.

يقول الإمام الغزالي: “إن أطفالنا جواهر”، ويمكننا أن نضيف إلى ذلك فنقول: “ولكن كثيراً من الكبار حدادون”، وهم بحاجة إلى توجيه وإرشاد قبل الأبناء.

فأن تكون قدوة لأبناءك خير من ألف موعظة, فصوت شخصيتك أقوى من كلماتك , قالت إحداهن : تعلمت الدين من أمي أكثر مما تعلمته من أي عالم دين!

فالتربية بالقدوة من أهم الطرق وأجداها في ترسيخ المبادئ والأخلاق، فمشاهدة الطفل للراشدين من حوله يمارسون نفس السلوك المطلوب منه، تبعد عن ذهنه، فكرة “الاستعباد” أو استغلال الكبير للصغير واستعمال صلاحية الأمر والنهي ضده، ناهيك عن مرحلة التقليد التي يمر منها الطفل ابتداء من شهره التاسع والتي يحاول خلالها إعادة تمثيل كل ما يشاهده، خصوصًا من طرف والديه، وعموماً من كل من حوله من البالغين،

دون الاكتراث للسبب ودون إدراك للمقصد.
لكن للأسف، لا يلقي الراشدون بالًا للموضوع، وإن اهتموا سقطت فئة ليست بالضئيلة في التصنع (إن لم نسمه النفاق) فيحاولون ألا يظهروا أمام الصغار بشكل غير لائق.

وهذا يعتبر حل بديل، في انتظار إصلاح تلك الخصلة، لكنه بالتأكيد سيضع صاحبه في مواقف محرجة، لأنه لابد وأن ينسى تصنعه ويتعامل بعفوية فيخطئ أمام الصغير الذي لم يتلق بعد حقنة مضادة لإحراج الآخر فيجد الأسئلة تتهاطل، من قبيل : لماذا قلت ألا أفعل أنا كذا وها أنت قمت به ؟ وغيرها إلى أن يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه

عزيزي المربي إنك أنت ولا شك المصدر الأول لثقافة طفلك، فهو يراك ويقلدك من حيث لا تشعر، فلا تظن أنه يُفوِّت تصرف من تصرفاتك أو سلوك من سلوكياتك، إنه يرصدك، ويراقبك، ثم بعد ذلك يشف منك ويقلدك، إنه يعتبرك أيها الوالد المثل الأعلى الذي يقتدي به في كل شيء، وحينما ينظر في المرآة يتمنى لو يراك أنت قبل أن يرى نفسه.

(وعلينا أن نعلم، أن الأطفال يتعلمون عن طريق التقليد، فقدرتهم على الملاحظة والتقليد من الصفات الرائعة في هذه المرحلة والعلماء يشيرون إلى ذلك بأنها عملية تشكيل وفقًا لنموذج يحتذى به الطفل، والأطفال يتعلمون الكلام عن طريق التقليد والاستماع والملاحظة، ويكتسبون ميولهم أيضًا في الحياة ويتعلمون القيم وحق الاختيار وكذلك عاداتهم عن طريق المحاكاة،

وبما أن الأطفال يقلدون سلوك من هم حولهم، فلابد وأن يكون لك الأثر الأكبر على تعليمهم، ففكر مليًا بسلوكك، ما الذي تقوله وتفعله ويكون له أثره على طريقة تفكيرهم وسلوكهم، فأنت بالنسبة لهم بمثابة القدوة)

يعتقد كثير من الآباء أن أطفالهم هم المسئولون عن تصرفاتهم، وأن العنيد منهم هو عنيد لأن هذه صفة شخصيته فيه، والغضوب منهم كذلك، فهو غضوب لأن صفة الغضب في شخصيته، والهادئ أو المؤدب منهم إنما هو كذلك؛ لأن شخصيته هادئة.

والحقيقة التي لابد أن تتعلمها وتستبدلها بهذا الاعتقاد الخاطئ، هي أن الأطفال ليسوا مسئولون عن تصرفاتهم بل نحن المسؤولون عنها بالمقام الأول، وإنك إن تأملت حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) متفق عليه، وقول الله تعالى : (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) (الروم : 30).

تأمل أبناءك لترى نفسك


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة