اخبار المحافظات

معجزة الإسراء والمعراج

معجزة الإسراء والمعراج

معجزة الإسراء والمعراج
بقلم محمد صبرى
هذا الحادث العظيم سجله القرآن الكريم فى أول سورة الإسراء : سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ” . صدق الله العظيم .كانت هذه المعجزة قبل الهجرة وفى شهر رجب أحد الأشهر الحرم فالناس لم يختلفوا فى شىء قط كما إختلفوا فى شأن الإسراء والمعراج ولم يتجادلوا فى شىء كما تجادلوا فى أمر الإسراء والمعراج فمنهم من صدق بها ومنهم من صدق بالإسراء وكذب بالمعراج ومنهم من قال إنه كان بالروح والجسد ومنهم من قال بالروح فقط ومنهم من قال إنه كان فى اليقظة ومنهم من قال إنه كان فى المنام هكذا لم يزل الناس منذ هذا الحادث العظيم يختلفون فيه وكل منهم يحاول أن يؤيد رأيه بالدليل والدهان وصدق الله إذ يقول فى شأنه ” وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس ” .. الإسراء رقم 60 .فما الحكمة من الإسراء والمعراج أجملها الله عز وجل فى أيتين الأولى : ” لنريه من أياتنا … ” والثانية ” لقد رأى من آيات ربه الكبرى ” .. القمر 18 .فالغرض من المرحلتين أنه عز وجل أراد أن يرى رسوله من آيات قدرته وعجائب صنعه وعظيم ملكه لماذا ؟ ليطمئن قلب نبيه وتستنير بصيرته فنقله الله بقدرته ليلا بل فى جزء من ليل من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بفلسطين فقال تعالى : ” أسرى بعبده ” وهذا تشريف وتكريم لمقام رسول الله عند ربه لأنه أقرب الخلق إلى الله وأكملهم عبودية لله .وهذا الحادث كان فى أعقاب وفاة السيدة خديجة وفاة أبى طالب عم النبى وكانا يمثلان للنبى الحماية الخارجية والداخلية وموقف أهل الطائف معه ورفضهم لدعوته فسلطوا عليه الصبية والسفلة والرعاع يرموه بالحجارة حىى أدموا قدميه الشريفتين ومن سماحته هى أنه ما دعا عليهم بل دعا لهم اللهم أهدى قومى فإنهم لا يعلمون .
وفى خلال تلك الآلام الشديدة التى حلت بالنبى صلى الله عليه وسلم جاء حادث الإسراء والمعراج ليكون تشريفا وتكريما وتسلية وتسرية عن قلب النبى صلى الله عليه وسلم .وكأن الله عز وجل يقول له يا حبيبى يا محمد إن كان أهل الأرض رفضوك .. فإن أهل السماء يطلبوك وإن كان أهل الأرض لم يعرفو قدرك .. فاهل السماء يعرفون قدرك
وإن كانت الأرض تنكرت لك .. فالسماء تتشرف بك
وإن كان العبيد أبعدوك .. فإن رب العباد يقربك
وإن كان أهل الأرض كفروا برسالتك .. فأهل السماء يؤمنون بك ويصدقونك يا محمد الأنبياء لك تابعون والأملاك بك يتشرفون إرتق وإصعد فمكانك فوق سدرة المنتهى ومقامك ليس فوقه مقام .
سبحان من بالنور قد أسرى .. فى رحلة صارت له نصرا


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة