مقاله نفسيه بعنوان “صديق خائن”
ندى حمدى
الأشخاص الذين يصابون بالاكتئاب ويقرروا التعايش معه و مصادقته والاتفاق معه علي الرغم علمهم أن أعراض الاكتئاب تلاحقهم لكنهم تقبلوا وجعلوه صديقهم ، لأنهم كانوا يعلمون أنه لا يبقي طويلا بل يبقي فتره ويرحل ، لكنه الاكتئاب يا عزيزي يلعب عليك ويوهمك أنك صادقته ، لكنه صديق خائن يداهمك بوحشيه ويتملك منك وفجأه تصير الحياه سوداء جرداء في أعيننا حياه فقدت مغريتها فقدت ملذاتها حياه أصبحت مثل الصحراء جرداء لا يوجد بها ماء ولا عشب جافه فقط وانت محاصر بها لا تعرف أين تذهب لا تسمع أحد ولا انت تسمع صوتك محاصر بأفكار سوداوية وحيدا مرهق لا تستطيع التحرك ، جسدك أصبح ضدك أصبحت جثه هامدة ولكنها علي قيد الحياه .
الاكتئاب يأخذك من اقرب الناس إليك يجعل علاقتك بالعالم والناس صفرا ، انت بداخل سجن كبير يحاوطك من داخلك و خارجك لن تتمكن من الذهاب في جوله ممتعه ولا من الاستمتاع بأي نعمه من نعم الأرض ، فقط تغلق عينيك واذنيك علي كل شئ في الحياه إلا هو ، ويبدأ في مهاجمتك عندما يتمكن من قطع صلتك بلآخرين .
الاكتئاب مثل الشبح يقنعك أن تصادقه وتصاحبه ثم يخونك ويلقي بك في بحره المعتم يقف بك علي حافه جبل عال من الأفكار ، تشعر بالبرودة والوحده ، ثم يدفعك بعيدا إلي أن تسقط بسرعه البرق في محيط واسع معتم قاسي البرودة وتنقطع منك الحياه ، هل سوف تفيق في المستشفى ام في القبر ؟ هل سوف تخرج وتطلب المساعده وتختار الحياه والاندماج فيها ام سوف تستسلم له وتدعه ينتصر عليك ؟
رحله التعافي من الاكتئاب متعبه ولكنها ممتعه أيضا ، انت تحاول أن تجمع كل قوتك في وجه شبح مرعب ، تحاول أن تبدل افكارك السوداوية بأفكار منطقيه وهنا لا أعني أفكارا ورديه كلها عن الحياة والناس ولكن علي الاقل افكارا واقعيه ليست وهميه .
لا تستسلم أيها المحارب .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.