مقال في حدوته إيجار حزين
بقلم/ هشام سطوحى
على أصوات طبول الزفة والزغاريد نرى العرسان وهما في قمة السعادة يدخلان شقة الزوجية وحولهما افراد العائلتين والكل يتمنى لهما حياة سعيدة جميلة مستقرة .
وبعد اقل من ثلاث سنوات نرى الأسرة وقد زادت طفلين وهم يتركون الشقة وينتقلون الى شقة أخرى وقد أختفت سعادة البدايات وحل مكانها حزن وآسي .. لأن شقتهم كانت بنظام الإيجار الجديد محدد المدة .. والمدة قد انتهت .. وللأسف الشقه الجديده تكون أيضاً الأخرى إيجار جديد محدد المدة .. وبعد سنتين وقد زادوا طفلاً ثالث يكررون نفس الشيء .. والانتقال إلى شقة ثالثة ثم رابعة ثم خامسة .. حتى تمر عشرون عاماً على الزواج .. وهنا يكتشفوا انهم انتقلوا الى أكثر من عشر شقق مختلفة وفي أماكن جغرافيا مختلفة منذ زواجهما .. وقد أصبحت تائهه .. حتى آثاث المنزل اصبح متهالك من كثرة التنقل .. و اصبحوا أسرة وحيدة منعزلة .. وهذا بحكم أنهم كانوا كثير التنقل ولا يحتفظون بجيران دائمين .. والأولاد أيضا ليس لديهم اصدقاء أو زملاء دراسة لكثرة تنقلهم بين الاماكن و المدارس المختلفة .. مع تغييرهم المستمر لمكان سكنهم
وحتى افراد عائلة الزوج والزوجة أنقطع بينهم صلة الرحم لعدم وجود عنوان ثابت ومعروف لهم .
أن أرتفاع حالات الطلاق في السنين الأخيرة لها عدة أسباب ومن أهم هذه الأسباب عدم الإستقرار .. لأن كثرة التنقل يولد احساس بعدم الأمان ويكون مترتب عليه الشعور بأن الحياة بلا هدف .
معاناة بمعنى الكلمة تعيشها الأسرة التي تسكن بنظام الإيجار الجديد محدد المدة الذى بالمناسبة أصبح ليس رخيص .
وبرغم المبادرات الرائعة المستمرة من الدولة في طرح شقق اسكان اجتماعى وأسكان متوسط وإسكان لمحدودي الدخل .. كانوا دائما ينصدموا بالمقدم الذي تقره وزارة الاسكان لحجز هذه الشقق.
لأن الزوج غالبا يكون موظف بسيط والزوجه ربة منزل لا تعمل .. والإيجار يآكل ثلث الراتب تقريباً وربما أكثر .. ومع غلاء المعيشة وتكلفة الدراسة المرتفعة لم يستطع الزوج تدبير دفعة الحجز .. ويستمرون في نفس المعاناة وليس امامهم سوى السكن بمدة محدودة لأن هذا الأختيار الوحيد المناسب لأمكانيتهم المادية المحدودة.
نعلم أن الدولة قطعت شوطاً كبيرا في تسهيل وتوفير الإسكان لجميع الطبقات .. ولكن يوجد طبقة لا تستطيع تدبير حتى مقدم الحجز أو الأقساط
ومن الممكن عمل مبادرة إيجار تمليكى على أن تطرح شقق للتمليك بدون مقدم .. ومن الممكن تعويض المقدم برفع قيمة القسط الشهرى وبهذه الطريقة سوف نساعد فئة كبيرة من هؤلاء الساكنين في الإيجار الجديد أو بمعنى أدق الإيجار الحزين .. على الإستقرار والإحساس بالانتماء والأمان.
وسوف أطرح مثال توضيحي تصورى وليس دقيق .
الإعلان الأخير لحجز الشقق .. كان على راغبي حجز شقة دفع مبلغ حوالى 22 الف جنيه كمقدم حجز .. وعند الاستلام يدفع دفعة اخرى حوالى 22 ألف اخرى و 700 جنيهاً قسط شهرى.
لو أعفينا هذه الطبقة من دفعة التعاقد و دفعة الاستلام ورفعنا قيمة القسط الشهرى إلى 2000 جنيه مثلا .. سوف يعوض المقدم من القسط الشهرى .. وبهذا سوف نمنح فئه عريضة من المواطنين حظ في عيش حياة مستقرة ..لقد منحت الدولة وبدون أى مقابل سكان المناطق الخطرة (العشوائية) سكن مناسب كريم.
ألا تستحق هذه الفئة النظر إليها ؟؟.
وهذا مجرد إقتراح ومن الممكن دراسته وتنفيذه بشكل يرضي جميع الأطراف.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.