مقال في حدوته. الجاسـوس السـاذج
مقال في حدوته. الجاسـوس السـاذج
بقـلم / هشـام ســطوحى
أثناء الحرب العالمية الثانية طلب مدير مخابرات الجيش الألمانى مقابلة هتلر في آمر غاية الأهمية والخطورة .
وعندما أجتمع ب هتلر أخبره أن كل مواقعهم العسكرية منشورة في إحدى الصحف السويسرية وكان معه بالفعل نسخة من هذه الجريدة .. و قرأ هتلر الجريدة وتأكد من صحة المعلومات وخطورتها .. وكان في حالة ذهول وصدمة وأطلق خطة طوارئ وبحث لأكتشاف الجاسوس الخائن الذي سرب كل هذه المعلومات ولكن بعد تحريات وبحث لم يعثروا عن أى شىء توصلهم للخليه الجاسوسيه .. وهنا أمر هتلر مدير مخابراته بأحضار الصحفي السويسرى بأى شكل ليعرف منه هو شخصياً من أين حصل على كل هذه المعلومات الخطيرة والسرية.
وفعلا وبعد عملية خطيرة ومعقدة استطاعت المخابرات الألمانية خطف الصحفي من بلده وأحضاره الى هتلر .
ويسأله هتلر عن كيفية حصوله على هذه المعلومات وبعد أن وعده أنه لم يمسه بأى سوء وإنه فقط يريد أن يعرف أسماء الخلية.
فبدأ بالإعتراف فطلب الصحفي السويسرى أن يحضروا له أى جريدة ألمانية عادية .. وفعلا أحضروا له جريدة.
وفتح الجريدة وفي أحدى الأبواب الثابتة والتى كانت مخصصه للتهنئه والمواساة لأفراد الجيش الألماني .. قرأ لهم الأخبار المنشورة .. وكانت عبارة عن أخبار مثل الجنرال فلان قائد الوحدة كذا في الموقع كذا يواسي النقيب فلان قائد الوحدة كذا في وفاة والده .. أو قائد السرية كذا يهنئ الضابط كذا لزواجه…..الخ.
ومن هنا تابع الصحفي السويسرى جميع الصحف الألمانية و بدأ في عملية ربط بين جميع الأخبار والمواقع وأسماء الضباط .. وبالطبع كان هذا ذكاء من الصحفي .. وكانت هذه الحادثة سبب أن يغير هتلر جميع خطته ومواقعه العسكرية وأصدر آمر بعدم نشر أى خبر مثل هذه الأخبار نهائياً.
نترك هذه القصة ونذهب مع المقاومة الفلسطينية والتى صدمت الkيان عن علمها بجميع خطط ومواقع جيش الأح تلال .
وعندما قرأت تقرير في أحدى صحف الkيان يكشف فيه بأن المقاومة الفلسطينية ومن فترة وهى تستعد لهذه الحرب أنشأت بعض الحسابات الزائفة بأسماء صور بنات مثيرات وقامت بتبادل الرسائل الغرامية الساخنه مع جنود الأح تلال ومن هذه الرسائل قامت بعملية ربط بين المعلومات ومعرفة تحركات وخطط وأماكن الجيش ونقاط الضعف وعلى ضوء هذه المعلومات قامت بعمل خطة الهجوم .
وفي النهاية أحببت أن أستشهد بهذه الحالة ومن قبلها حالة الصحفي السويسرى و أنبه الجميع لا تنجرف مع أى شخص على مواقع التواصل ولا تكون جاسوس على بلدك دون أن تشعر أو ترغب .. ولن أدخل في حسابات حروب الجيل الرابع والخامس ولكن عليك أن تكون حذر ولا تستهون بأى معلومة لديك عن بلدك أو عنك أنت شخصياً .. لأن يوجد في الطرف الأخر أهل شر أشخاص متربصين مهنتهم التحليل والتدقيق والربط.
ربي أحمى بلدنا وأحفاظها من كل شر .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.