مقال في حدوته.الحق المهدور
بقلم/ هشام سطوحى
سوف أخرج في هذا المقال عن المألوف وأريد أن اتناول شيء لمسته بنفسي وأثر فيا جداً .
كنت في بعض الأيام أذهب على عملى في الساعات الأولى من الصباح وكنت أرى أثناء خروجى من المنزل باستمرار وطول الوقت شباب في أوائل العشرينات يقفون على نواصي الشوارع في مجاميع وللأسف الأعداد كبيرة فعلاً وملفتة للنظر .. وكان الموضوع لا يحتاج لذكاء لتفهم أن يومهم على وشك الأنتهاء وسوف يذهبون الى منازلهم والنوم طوال النهار وإعادة روتين حياتهم في اليوم التالى.
وبعد أن أتركهم أستقل وسيلة مواصلاتى وهنا أجد نوعية مختلفة تماماً .. مختلفة من حيث السن والكفاح والدوافع .. النوعية التى تعمل بعد سن المعاش و بالمناسبة هم كثر .
وهنا دار في ذهنى بعض التساؤلات .. نسمع عن عدم وجود عمل للشباب والبطالة أصبحت مخيفه ولكن هؤلاء العجائز أين يذهبون كل صباح ؟؟! ولماذا أصلا يعملون بعد سن المعاش وبعد ما قاموا به في حياتهم من عمل وجهد ومشقة.
وفي الأغلب يكونوا أصحاب أمراض شيخوخة أو أمراض مزمنة وبرغم أيضاً حركتهم البطيئة الهزيلة لكن يعافرون مع الحياة بدون رفاهية ادعاء المرض أو حتى التفكير فيه.
وهنا أدركت ليس صعوبة إيجاد عمل هى المشكلة ولكن صعوبة العقليات هى المشكلة .
الشاب على مدار حياته يكون قد آهل نفسه أنه يعتمد على أهله في جميع نواحى الحياة وحتى في إيجاد عمل بعد تخرجه وربما يلوم أسرته على عدم عثوره على عمل له يرضي طموحاته المادية والمعنوية والإجتماعية .. وكأن الأسرة مطالبة بالتربية والتعليم وأيضا أيجاد عمل لأبنائهم بعد التخرج .. وللأسف نقع أحياناً كأولياء أمور في هذا الفخ ومن الممكن أن يصل بينا الحال أن نعتذر لهم على عدم تلبية أحلامهم الوظيفيه ويكون الناتج هو المشهد الذي نراه في الصباح من خروج كبار السن إلى العمل برغم بلوغهم سن المعاش لتلبية احتياجات شباب لا يفعلون شئ سوا التسكع على النواصي طول الليل والنوم طول النهار.
نحن غير مسؤولين أن نربي ونعلم ونبحث لهم عن عمل .. نحن لنا حقوق ننساها ويتحول أى حق لنا إلى واجبات تجاه الأبناء ونصبح فقط مصدر لتلبية احتياجات .
لا أنكر أن الأبناء أمانة ويجب الحفاظ عليها ولكن إلى أى مدى وإلى أى مرحلة .. نحن لنا حقوق يجب أن لا ننساها ..حقوق الراحة بعد سنين طويلة قضيناها في الإهتمام والتربية والقلق على أبنائنا .. يجب أن نربي الأجيال على الأعتماد على النفس في مرحلة ما وعدم ترك كل المسؤلية لنا ويجب أن نؤمن أننا لنا حقوق .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.