مقالات ووجهات نظر

مقال في حدوته. الشك اللذيذ

مقال في حدوته. الشك اللذيذ

بقلم/ هشام سطوحى

على فترات طويلة كانت تسمح الظروف أن يلتقيان.
فقد جمعهما الحب وفرقت بينهما المسافات ولكن عندما كانت تتيح الظروف أن يلتقيان يكون يوم عيد ترقص فيها كل مخلوقات الدنيا فرحا وسعادة للقاء الحبيبان .
وفي إحدى الأيام تلقت منه مكالمة مفادها أنه سيحضر ويقابلها .. كانت سعادتها لا توصف وبدأت تحسب الساعات والدقائق ليوم اللقاء .. وبعد مرور الوقت ببطيء شديد ونهار شمسه لا تغيب وليل لا ينتهى جاء يوم الموعد المنتظر.
وفي إحدى الأماكن التى يحتضنها البحر جلسا وكانت نظراتهما لا تحتاج لفطنه أو ذكاء أو دهاء لتفهم وتعرف انهما عاشقان .
ولم يقطع هذه الأجواء الرائعه إلا رنين هاتف الحبيبه .. وبكلمات مقتضبة وغير مفهومه وغير مسموعه كانت تتحدث .. ومع إنتهاء المكالمه تركت حبيبها بجملة استئذان غامضه و لم تعطيه أى مبرر سوا انها سوف تعود.
وهنا تبدأ مجموعة من الأسئلة تدور في ذهن الحبيب .. من المتصل بها ؟؟! ولماذا تركته بهذه الطريقة ؟؟! .
وبدأت التساؤلات تنمو في ذهنه ومع طول فترة غيابها أصبحت نواه لبداية شك كان يكبر ويزيد مع كل دقيقة تمر وهى غائبة عنه.
حتى أستقر تفكيره أنها ربما تخونه معتمد في الإستنتاج على تجاربه السابقة في الحياة وعلى قصص الخيانة التى سمعها من أحباب أو عشاق او ربما ازواج .
وبرغم وجود جزء كبير في عقله و وجدانه يخبره أنها تعشقه .. وحتى ولو كانت خائنه ليس من المنطق أو المعقول او المقبول أن تختار وقت خيانتها له في نفس موعد وصوله .. لكن الجزء الذى كان يتهمها بالخيانة كان تأثيره أقوى وأخبث .. وسرح بخياله أكثر وأنها مع عشيقها الآن يضحكان بسخرية على الحبيب الساذج المخدوع وكيف تلاعبت به وجعلته يحضر بكل هذا الأشتياق وتركته غارق في أوهامه وأحلامه الزائفة وربما الآن تنظر له هى و عشيقها يتبادلان ضحكات السخرية .
وما زاد شكه ضخامه انه حاول الأتصال بها ولم ترد.
وهنا تخيل أسمه محفوظ على هاتفها بأسم المغفل .
وجاءت لحظة الإنهيار واستسلم وبكل ضعف وألم لشعوره بخيانتها.
وبدأ يلملم أشيائه ليستعد للرحيل وتخيل اسمه تمت أضافته بالفعل في دفتر المخدوعين.
وهنا تظهر الحبيبه وبكل حب وبأبتسامه تملأ المكان تقدم له هدية عيد ميلاده الذى مر عليه أيام قليلة وكانت جهزت مسبقاً أن تستلم الهدية في وقت ومكان اللقاء.
وراح ينظر لها في صمت وكأنه يحاول مسح وتدمير ذاكرة أخر الدقائق .. وظل يقبل يديها وهى تظن أنها بسبب سعادته بالمفاجأه ولكن كان أعتذار عن الشك وتوسل منه أن تسامحه على سوء ظنه.
لا تجعل حكمك على أى شيء في حياتك مبني على قصص وحكايات انتى لا تعرف ولا تفهم تفاصيلها ولا تتسرع بحكم أو إتهام لمجرد شكوك .. واجعل حسن الظن اول معتقداتك وافضل ما يميزك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى