بقلم/هشام سطوحي
بالصدفة وبعد فترة فراق طويلة يلتقي الصديقان في أحد مولات وسط البلد .. فهما زملاء نفس الدفعة .. كلية التجارة جامعة القاهرة .. وقررا الجلوس وإسترجاع الذكريات الجميلة التى جمعتهما في سنين الجامعة.. وبالطبع كان من أهم مواضيع اللقاء طبيعة ومكان عمل كلا منهما.
وبالصدفة اكتشفا أنهما يعملان في نفس البنك ولكن واحد منهما في أحدى الفروع بالقاهرة الجديدة والاخر في فرع أخر في مدينة السادس من أكتوبر.
ولكن العجيب أن من يعمل في القاهرة الجديدة يسكن في ضواحى أكتوبر .. ومن يعمل في أكتوبر يسكن في ضواحى القاهرة الجديدة.
وبدأ كل منهما يشكو للأخر المعاناة التي تواجهه في ذهابه إلى عمله وعن طول المسافة والوقت الطويل الذي يقضيانه في المواصلات وتكلفة الرحلة مادياً وذهنيا كل يوم مع ارتفاع سعر المحروقات .. حيث يكونان مجبرين على قطع مسافة تتعدى السبعين كيلومتر تقريبا يوميا معروفة بالزحام.
وعن الصعوبات التى تواجهما في قضاء وقت كافي مع اسرتهما .. لأن طول المسافة ومدة الرحلة بين العمل والمسكن .. ذهاباً و إيابا كفيله أن تقضي على أي رغبه او حماس أو استعداد للاهتمام بالأسرة بشكل مريح.
وهنا صمت واحد منهما وكأن ذهنه انشغل بشيء ما .. وبسرعة راح يطرح على صديقه ما يدور في ذهنه.
فأخبره ما المانع أن يبدل كل شخصاً منهما عمله مع الآخر وبهذه الطريقة يكون عمله بجوار مسكنه ويوفر كل واحد منهما حوالى اربع ساعات يوميا ذهاباً و آيابا من وإلى العمل .. الى جانب توفير بند المواصلات المكلفه.
أعجب صديقه جداً بالفكرة وتحمس لها ..وبالفعل بدأ في تنفيذها وتقدم كل واحد منهما بطلب نقله إلى الفرع القريب من سكنه وتبديل وظيفته مع صديقه.
وفعلا تفهمت إدارة البنك الطلب وتأثيره بالإيجاب على موظفيها .. وعن ثناء وافقت على قرار النقل وتبديل الوظائف.
وبهذه الطريقة آزاحا كل واحد منهما تعب ومصاريف ضخمه مما انعكس على حياتهما الأسرية والعملية بالأيجاب والراحة
وأعجبتهما الفكرة ومن نتائجها الإيجابية عليهما.. فقررا ان يقوما بإنشاء (أبلكيشن) أو موقع على الانترنت واسمياه (بدل وظيفتك).
وسمع عن هذه الفكرة أحد المسؤولين وتحمس لها جدا .. لأحساسه أنها سوف تكون لها مردود إيجابي على المواطنين العاملين في جناحين القاهرة الكبرى.. وهى القاهرة الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر .. وعلى التأثير أو المساهمه في تقليل الزحام على المحاور الواصلة بين المنطقتين والتقليل أيضا من الانبعاثات الكربونية الناتجه عن كثرة السيارات .. وتوفير مباشر في استهلاك الوقود واستهلاك الطرق والمحاور.
كما نعلم جميعاً وبالأخص سكان القاهرة الكبرى .. ان القاهرة أصبحت لها جناحين مع التمدد العمراني المستمر .. أكتوبر وضواحيها في الغرب .. والقاهرة الجديدة والتجمع في الشرق .
وبالفعل تم تطبيق الفكرة وإنشاء الموقع .. ولم تقتصر فقط على الوظائف الرسمية ولكن امتدت وشملت جميع الوظائف من حرفية وخدمية .
حتى لو كان الراتب هنا آقل من هناك أو العكس .. مع التوفير والراحة سوف تكتشف أنك الفائز .. سوف توفر إرهاق وضغط عصبي ونفسي وساعات طويلة مهدرة على الطرقات.
وفي النهاية هذا مجرد حلم أو فكرة ربما تصل لمن يهمه الأمر ويقتنع بها.. نحن نسمع دائما عن حياة كريمة .. وعلى ما أعتقد أن هذه الفكرة ربما تساعد على حياة كريمة .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
