مقال في حدوته. جنون الست أصفار
بقلم/هشام سطوحى
نرى صاحب العمل مجتمع بالعاملين لديه يتناولون وجبة الإفطار في أجواء من الود والأخوة .. صاحب العمل رجل عصامى أنشأ بزنس ناجح وأصبح من صغار رجال الأعمال .. كان يحيط به عدد من العمال الذين شاركوا معه رحلة الكفاح وكانوا يشهدوا له بالأخلاق الكريمه والكرم والتواضع.
كان باستمرار يتواصل معهم يشاركهم أفراحهم واحزانهم .. من كان يريد مساعدة من اى نوع معنوية إنسانية مادية كان يقف بمنتهى الكرم معه .. لا تسمع منه الا معانى وكلمات تدل على أنكار الذات وأن هذا العمل وهذا النجاح الكل مشترك فيه ولا يعتبر نفسه إلا فرد في المنظومة .
ولكن كل هذا وكانت أعماله تحت الست أصفار أو بمعنى ادق تحت المليون جنيه .. وتوسعت اعماله وازدهرت وتخطت المليون جنيه .. في البداية كانت سعادته لا توصف بالنجاح الذي وصل اليه .. ولكن مع هذا النجاح تغير معها صفاته .
لقد اصبح يمتاز بالشك والتخوين ينظر لمن حوله نظرة الطامعين فيه وفي أمواله وأصبح كل همه وأهتمامه الأول هو زيادة ثروته وأن يصبح المليون الأول مليونين وثلاثه واربعه وبدون سقف.
وتغير وبدأ يحاسب الجميع على كل قرش عكس السابق .. وحتى المقربين له تغير معهم تماماً وانقطع التواصل الإنساني بينه وبين رفقاء الكفاح كما كان يطلق عليهم حتى أسرته نظرته تغيرت لهم من شركاء كفاح إلى عوائق .. واصبح له مجتمع اخر من أصحاب الملايين ولأنه مليونير حديث صغير كان يشعر بالنقص و غير راضي كلما علم حجم الثروات التى كان يمتلكها الرفقاء الجدد .. فيرجع إلى أعماله ويحاول أن يوفر أو يضغط على العاملين لديه كى يجتهدوا اكثر لتزيد ثروته أكثر وأختفت سعادة النجاح وتبدلت بلوم لنفسه وأنه مقصر ولازال أمامه طريق طويل كى يصل الى مستوى المجتمع الذي أصبح يحيطه وأصبح قدوته .. واختفت عنه القناعه وتبدلت الى مظاهر تدل على الطمع والجشع .
لا يواسي ولا يجامل إلا أصحاب الملايين .
وأنا هنا لا ألوم هذه النوعية ولا أدافع عنها ولكن اوضح فقط أن للست اصفار جنون ومعها يتغير الإنسان ومن منكم وجد في حياته هذه النوعية سيفهم ماذا أقصد .
اتمنى لكم ولى أن نصاب بهذا الجنون ولكن دون ان ننسي البدايات ومن وقف بجوارنا حتى نصل؟! .. وأيضاً ليكون الست أصفار نعمة وليست جنون .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.