مقالات ووجهات نظر

مقال في حدوته. حد السيف

مقال في حدوته.. حد السيف

بقلم/ هشام سطوحى

في إحدى المناطق الشعبية وبين سكانها من الطبقة المطحونة تبدأ أحداثنا مع الأسرة الفقيرة المكونة من الأب والأم وفتاة 15 عام وأخرى 7 سنوات وثالثة 5 سنوات .
يعمل الأب على توكتوك قام بشرائه بالقسط ليعيش منه هو وأسرته.
تمر الأيام ويمرض الأب ويتوفي ويترك الأسرة بدون أى دخل ثابت سوا التوكتوك الذي مازال عليه بعض الأقساط.
تقوم الأسرة بتأجيره لبعض الأشخاص ولكن الدخل بعد خصم نصيب السائق وبعد أعمال الصيانة له .. لا يتبقي منه إلا القليل الذي لا يكفى حتى لسد البسيط من متطلبات الاسرة الضرورية .
وذهب أخو المتوفي لأسرة أخيه وكأنه ينصحهم ويطلب منهم أن يبيعوا التوكتوك وأن يقوموا بفتح محل بقالة صغير.
ولكن كان هدفه الحقيقي هو آخذ نصيبه من ثمنه لأن الأخ لم ينجب ذكور فبتالى يكون له نصيب شرعى فيه.
لا يعنيه مصلحة أسرة أخيه ولا مهتم بصلة رحم والمودة والرحمة .. وكأنه لم يتذكر ولا يتعلم في المعاملات الأسلامية سوا كيف يقسم الميراث .
ولكن بأصرار وتحدى تقف الفتاة الكبرى امامه وتخبره أنها سوف تعمل هى على التوكتوك وأنها ستقوم بأعانة أسرتها الى جانب دراستها التى كانت متفوقه بها.
وتمر الأيام وفعلا نجد الفتاة الصغيرة اصبحت صاحبة مسؤولية وإرادة من حديد وبرغم الصعوبات التى لقتها في التعامل مع وظيفة لا تناسبها ومع مجتمع لا يرحم .
إلا أنها فعلا وقفت وبكل صلابه وتحدى ونجحت.
وتمر الأيام ويطلب منها شخص أن تقوم بتوصيله إلى احدى المناطق النائية .. وافقت ولم تنتبه لما يدبر لها.
وفي المنطقة الخالية من البشر بدأ الراكب يكشف عن نواياه ويحاول اغتصابها وهى تقوم بمقاومته بكل قوة دفاعاً عن شرفها .
ولكن كان صاحب بنية عضلية قوية وتحكم بها وكاد فعلا أن ينجح في مراده.
وهنا تذكرت أن ابيها في أحد المرات قبل وفاته أخبرها أنه يقوم بأخفاء سكين في مكان سرى بالتوكتوك .. وكأنها رساله من والدها في هذا التوقيت على كيف تحمى وتدافع عن نفسها.
وفعلا كان وضعها الجسدى أثناء المقاومة يسمح لها بمد يدها والوصول إلى المكان السرى وآخذت السكين وضربت به المغتصب عدة طعنات في أماكن متفرقة من جسده أفقدته قدرته وقوته وتركها وأرتمى على الأرض سابح في دمائه.
وفي إحدى المستشفيات ينقل المغتصب في حالة حرجة جدا جدا.
وهى يتم القبض عليها بتهمة القتل.
ولكن قبل أن يلفظ المغتصب أنفاسه الأخيرة أعترف وهو على فراش الموت أن كل هذا كان من تدبير عمها الطامع في نصيبه من ثمن التوكتوك .. وأنه قام بهذا نظير مبلغ إلى جانب متعته الجنسية التى كانت هدفه الأول .
وخرجت الفتاة من تهمة القتل ولكن هذه التجربة جعلتها انسانه أخرى تمام وأصبحت صاحبة كلمة مسموعه وهيبه بين الناس بعد قتلها لأحد الأشقياء الخطرين .. الذي كان يضرب به المثل في مجتمع البلطجة والأجرام.
وبرغم ضعفها الداخلى تقمصت وبشكل متقن دور الفتاة القوية الصلبة التى يطلق علي كلمتها حد السيف .
وأصبحت الأن صاحبة بزنس وأعمال متشعبة ومتفرعه والكل يعمل لها الف حساب.
وأخبركم أن هذه قصة حقيقية وصاحبتها موجودة بالفعل بيننا .. وكل الشكر لها لسماح لى بنشر قصتها.
وفي النهاية الكثير ينهار مع المشاكل او الكوارث التى يقابلها في حياته .. ولكن يجب أن تعلم مهما كانت الظروف والكوارث التى تقابلك في حياتك تستطيع أن تحصل منها على فرصة .
نعم في كل مشكلة تقابلنا يوجد فرصة أبحث عنها وأستغلها وتكيف معاها .. وأخرج من مشكلتك أقوى وأنضج .. ولا تجعل هذه المشكلة نهاية حياتك ولكن أجعلها تصحيح مسار وأكتشاف للذات.


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة