مقال في حدوته. لغة الأحباب
بقلم /هشام سطوحى
تقابلا على مشارف عقدهما الخامس .. هو رجل ظل حبيس فكرة أنه لا يوجد شيء إسمه الحب حتى زواجه كان تقليدى وطلاقه كان طبيعى .. وهى خاضت أكثر من تجربه فاشلة ولم يترك أى أثر جيد لديها سوا الأولاد.
في البداية كانت تعامله كشخص عادى .. ربما يكون صديق أو شخص مريح فهى أيضا لا تعرف شئ اسمه الحب طول حياتها.
ونذهب معه ومن أول نظرة وجد نفسه يتذكرها بأستمرار وبرغم دهشته كان يمر في حياته ولا يبالى.
ولكن مع إستمرار تذكره لها في جميع المواقف ورفضه وعدم قابليته لأدخال أخرى في حياته بسببها هنا توقف ليسأل نفسه لماذا ؟؟! .. ولماذا هى بالذات ؟؟! .. ولم يجد أجابة واحدة ترضيه سوا أنه من عند الله سبحانه وتعالى.
وبدأ يحاول لفت انتباها بكل الطرق .. حتى انتبهت له بالفعل.
و بدأت تتغير نظرتها له من شخص أو صديق عادى إلى مرتبة بين الإعجاب والحب.
وهو زاد من جرعات أهتمامه لها و إظهار حبه حتى جاء الوقت وصارحته أنها تبادله مشاعره الجميلة.
ومع مرور الوقت أكتشفا إنهما تجمعهما صفات كثيرة مشتركة وربما تكون متطابقة.
ولكن مع تعاملهما ظهر شيء أثر على علاقتهما بشكل سلبي جداً وهو اللغة والمفردات بينهما .. كمثال .. هو كان يميل في لغته للمبالغة في تعبيراته .. إنما هى كانت كلمات إعجابها قليلة محدودة جداً .. فكان يظن ويأخذ انطباع إنها لا يعجبها الشئ المقصود ومن زوقها إختارت كلمة بسيطة.
ومع الوقت والتعاملات المستمرة كانت إختلاف المفردات بينهما تهدد علاقتهما وتذهب بها الى الفشل لأن من الطبيعي وعلى مدار حياتهما تعلم وتعود كل شخص منهما على طريقة كلام ومفردات خاصة به ويجد صعوبة فى تغييرها لأخرى وبرغم كل المشاعر التى أصبحت جياشة بينهما.
حتى جاء يوم وأرسلت له كلمة واحدة وهى (علمنى) وكانت هنا تقصد طريقته ومفرداته في التعبير حتى لو كانت تعتبرها مبالغة.
وكانت لهذه الكلمة مفعول السحر عنده ورد عليها (وسأتعلم منك) .. وكانت بداية لعلاقة قوية وناجحة وخالية من سوء الظن وأختلافات كثيرة بينهما .
أعلم أن كثيراً منكم الآن يقلل من الموضوع ولكن عن تجارب رأيتها أمامى من عدم الوصول لمفردات مشتركة بين الازواج يكون عائق أو حاجز أن تستمر الحياة بشكل مثالى.
اصنعوا لأنفسكم لغة واحدة لتكون معبرة عن ما بداخلكم حتى لا تتهموا بعضكم بسوء الفهم أو الظن أحياناً .. واحترموا سنين وحياة طويلة قبل لقائكم شكلت مفردات ولغة مختلفة عن لغتكم ومفرادتكم .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.