مقالات ووجهات نظر

مقال في حدوته. لقاء الذئاب

بقلم/ هشام سطوحى

في إحدى المناسبات تعرف عليها إنجذب إليها بشدة .. ثم حاول لفت انتباهها وبالفعل نجح .. وبدأت بينهما علاقة تطورت بسرعة حتى أصبح الإعجاب غرام والغرام عشق .. كل هذا وكل منهما يتعامل بالعاطفة والمشاعر الجياشة التى سيطرت عليه.
ولكن .. ومع أول صدام بينهما أكتشفا أن كل واحد منهما من فصيلة الذئاب.
كل واحد يتحاور مع الآخر الند بالند وصاحب فكر و قرار و رأي ومبادئ ورؤية ويتعامل بها ويريد تطبيقها وليس لديه أى إستعداد عن التنازل عن أى بند فيها.
وهنا ومن الوهلة الأولى تعتقد أن من الصعب اثنان من الذئاب يعيشا سوياً بسلام في قفص واحد.
وفعلا قررا الابتعاد .. ولكن ظلت المشاعر والذكريات الجميلة مسيطرة عليهما.
ولكن كبرياء كل واحد كان حائل بين لين القلب وتغليب العاطفة.
وبعد فترة جمعتهما مناسبة وتقابلت العيون وفضحت ما بداخلهما من مشاعر وعشق بينهما.
وفي إحدى الأركان الهادئه جلسا سويا .. وكان صراع داخلى واضح بين مشاعر وعاطفة جياشة مكتومة وبين أنهما ذئاب لا يعترفان بالتنازلات .
ولكن اتفقا أن يجنبا كل خلاف وإختلاف وصراع بينهما وأن يبحثا عن نقاط تفاهم مشتركة وعن منطقة آمنة يتقابلان فيها تجعلهما يعيشان سويا و بسلام .. لربما تنجح التجربة.
معتمدين على الرغبة والحب الموجودة بينهما وتنازل الآخر أو إرجاء’ الصدام في نقاط الخلاف لربما يكون العشق هو الأمر الحاكم .
وفعلا تزوجا ولا أنكر أنه كان يوجد تحت رماد الهدنة والإتفاق نار ملتهبة وقودها شخصية الذئاب التى يتمتعان بها.
في البداية كانت السيطرة على الذئب الذي يسكن داخلهما وترويضه شيء صعب ومؤلم جدا .
ولكن مع الوقت والصبر وتشغيل خاصية الذكاء .. تحولت نقاط الخلاف إلى تفاهم ورغبة في نجاح التجربة والحياة .
وأنا هنا أخبر الرجال وأنا منهم بالطبع .. صورة السيدة المنكسرة المطيعة أصبحت غير موجودة وعلينا إيجاد أو رسم صورة أخرى للمرأة .. نفعل هذا عن اقتناع أو عدمه ليس مهم لو أردنا بالفعل أن تستمر الحياة وتنجح .. لأن في ظل تحرر المرأة وسهولة وانتشار وسائل التواصل وخروجها أيضا الى سوق العمل وتعاملها مع أنماط مختلفة من البشر وتحملها المسؤلية تكونت لها رؤية ومعتقدات وأحاسيس وفكر خاص بها .
ولنا أن ننظر إلى الغرب الذين سبقونا في هذه الجزئية ونرى المرأة هناك تعيش حياة الذئاب مع الرجل وبينهما تفاهم وانسجام.
وفي النهاية احب أن اخبر كل الرجال لو كانت تعجبك شخصية (روقة) اذهب وشاهدها فقط في فيلم العار وأيضا صورة الأم المفضلة لدينا جميعاً ونتمناها أصبحت من الماضى لأن الزمن والأفكار والمعطيات تغيرت .. وأنا هنا لست في صدد نقدها من عدمه .
ولكن علينا رسم صورة أخرى تحتوى على هذه التغيرات والتى بسببها وعدم فهمنا لها كرجال تسبب الخلافات وتطور ويصبح الانفصال هو الحل وما يخلفه من أضرار على تركيبة المجتمع .
ولا تلومهن لأن نحن أيضاً معشر الرجال نربي بناتنا وبكل إصرار وفخر أن يصبحن في المستقبل من فصيلة الذئاب .


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة