مقالات ووجهات نظر

مقال × حدوته ” الخداع الاستراتيجي “

 بقـلم / هشـام سـطوحي

مقال × حدوته ” الخداع الاستراتيجي “

مقال × حدوته " الخداع الاستراتيجي "

 مقال × حدوته ” الخداع الاستراتيجي “

في أكتوبر 1973 الدنيا اتقلبت فجأة .. جيشين عربيين بيهجموا في وقت واحد على جبهة واحدة بعد سنين من الانكسار والوجع والانتظار.

لكن وراء اللحظة دي كان في حكاية طويلة من الصمت والتخطيط والذكاء حكاية خداع استراتيجي غيرت مجرى التاريخ.

الناس فاكرة الحرب كانت يوم وست ساعات .. لكن الحقيقة إن النصر اتبنى على مدى شهور وسنين بخطة عبقرية عنوانها:

“خلي العدو يصدق اللي هو عايز يصدقه.”

المرحلة الأولى: الهدوء قبل العاصفة من بعد 1967 كان العدو شايف نفسها القوة التي لا تُهزم.

ومخابراتهم كانت مقتنعة إن العرب مش هيحاربوا إلا لما يمتلكوا طيران يوازي تفوقهم الجوي وده كان أول خيط الخداع.

الجيش المصري بدأ يعمل تدريبات وعمليات حشد عادية شهر ورا التاني.

الإس-رائي-ليين اتفرجوا من بعيد وقالوا:

“دي مناورات نفس الحكاية كل مرة.” لكن الحقيقة كانت كل مناورة خطوة حقيقية في طريق العبور.

المرحلة الثانية: التمثيل بإتقان القيادة المصرية كانت بتلعب على كل الاتجاهات:

تصريحات سياسية عن “السلام”،

اجتماعات دبلوماسية وسحب جزئي للخبراء الروس كأننا فقدنا الدعم. وفي نفس الوقت، الخطة بتتجهز في صمت.

حتى الضباط الكبار ما عرفوش توقيت الحرب إلا قبلها بساعات. السرية كانت مطلقة… والتمثيل كان كامل.

المرحلة الثالثة: سقوط “المفهوم” المخابرات الإس-رائيلية كانت أسيرة لفكرة سموها “المفهوم” إن مصر مستحيل تهاجم إلا لو عندها سلاح كذا وكذا…

فلما شافوا الاستعدادات، قالوا: “مفيش خطر.” لكن في 6 أكتوبر، كل “المفاهيم” وقعت والمفاجأة وقعت معاها.

عبور القناة تم في ساعات، والخط اللي كان بيتقال عليه “ما يتعداش” اتعدّى. الجنود رفعوا علم مصر على الضفة التانية والعالم كله شاف لحظة كرامة طال انتظارها.

الحقيقة اللي انتصر مش السلاح بس…اللي انتصر هو العقل. خطة الخداع كانت السلاح الأول والمفاجأة كانت الطلقة الأولى.

أثبتنا إن النصر مش دايمًا في القوة .. لكن في الذكاء، الصبر، والإيمان إن الوقت هييجي مهما طال.

حرب أكتوبر مش بس معركة عبرت فيها قواتنا القناة…دي معركة عبر فيها الإنسان المصري نفسه من الهزيمة إلى النصر،

من الشك إلى اليقين، ومن الصمت إلى الفعل. ولسه الخدعة دي بتعلم العالم كله لحد النهارده…إن أكبر انتصار هو لما تعرف تخلي عدوك يطمن قبل ما تصحيه على الحقيقة.

 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading