مقالات ووجهات نظر

مقال × حدوته  “باربي” 

بقـلم / هشـام سـطوحي

مقال × حدوته  “باربي” 

مقال × حدوته  "باربي" 

مقال × حدوته  “باربي” 

بدأ المخرج السينمائي في تجميع فريق عملٍ لأحد أفلامه الجديدة. ولأنه مخرجٌ شاطر يعشق التفاصيل .. كان حريصًا على أن يضع كل ممثل في الدور المناسب لقدراته وشكله وروحه.

من بين الأدوار التي أراد اختيارها شخصية فتاة ريفية بسيطة من عائلة فقيرة .. فتاة تحمل ملامح البيئة الطبيعية التي تنتمي إليها دون تكلّف أو تصنّع.

بدأ المخرج في مقابلات واختبارات لإختيار الممثلة المناسبة .. لكنه فوجئ بصعوبة غير متوقعة.

كل من تقدّمن للدور خضعن لعمليات تجميل .. بوتكس، فيلر، نحت، شد، تبييض أسنان… إلى آخر القائمة .

كلهن غيّرن ملامحهن تبعًا للموضة السائدة، حتى أصبح التمييز بينهن شبه مستحيل.

تشابهت الوجوه لدرجة أن المخرج نفسه لم يعد يعرف من أمامه .. وكأن الملامح الإنسانية الطبيعية أختفت من الوجود.

وللأسف .. في دول كتير بقى أول ما نسمع عنها نفتكر سباق التجميل قبل ما نفتكر جمالها الطبيعي

.. بل يقفز إلى أذهاننا فورًا .. تصغير أنف، تكبير شفاه .

لقد تحوّلت عمليات التجميل من وسيلة لتحسينٍ بسيط إلى تزييفٍ كامل للملامح الربانية التي اختصّ الله بها كل أنثى لتكون فريدة ومميزة.

ولأكون واضحًا .. أنا لا أتحدث عن العمليات التي تخصّ الصحة أو علاج السمنة المفرطة وتكميم المعدة .. بل عن تلك التي تغيّر ملامح الوجه لمجرد اللحاق بالموضة.

أنا لست ضد الجمال .. بل بالعكس، أُحب أن تكون النساء جميلات .. لكن ليس بهذه الطريقة التي جعلت كلهن متشابهات في الشكل والملامح.

أتذكر مذيعات التلفزيون في الماضي .. كلهن كنّ جميلات، لكن كل واحدة تمتلك بصمتها الخاصة التي تميزها عن الأخريات.

كل امرأة مهما كان شكلها خلق الله فيها شيئًا جميلاً مميزًا لم يكرّره في غيرها.

ويبقى السؤال المحيّر: لماذا انتشرت عمليات التجميل بهذا الشكل وأصبحت ضرورة عند كل من تملك المال؟.

كثيرات يقلن: أريد أن أكون جميلة في نظر الآخرين وأمام نفسي.

لكن الحقيقة التي يجب أن تُقال .. من يراكِ جميلة لشكلك فقط، سيأتي يوم يصبح فيه هذا الجمال عادياً، وربما مملاً.

أما من يراكِ جميلة لروحك .. فذلك الجمال لا يشيخ ولا ينتهي، بل يزداد مع الزمن.

حتى لو أردتِ أن تكوني جميلة أمام نفسك .. أقسم لكِ أنكِ بالفعل جميلة وفائقة الجمال .. فقط إن آمنتِ بذلك من داخلك.

ومع الوقت ونضج الرجل، تتلاشى تمامًا مقاييس الجمال السطحية .. وتُستبدل بجمالٍ أعمق وأصدق .. هو جمال الروح والجوهر.

ونصيحتي الأخيرة:

تجمّلي كما تشائين، لكن لا تحمّلي نفسك عبء أشخاص لا يريدون شريكة حياة .. بل يريدون “باربي”.

فليذهبوا ويشتروها من المتجر.

 

مقال × حدوته  “باربي” 

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading