
مقال × حدوته
مقال × حدوته راية واحدة من الاف السنين. لو هنسأل سؤال بسيط: إزاي بلد زي مصر، بتاريخها الكبير، قدرت تفضل واقفة ثابتة رغم تغير الأديان، والغزوات، والاحتلالات والفتن اللي مزقت شعوب حوالينا؟
الإجابة مش محتاجة فلسفة.
الإجابة كلمة واحدة: الحضارة.
المصري أول ما بيطلع للدنيا بيلاقي نفسه شايل انتماء مزدوج…
بيحترم دينه بكل قدسية، لكن قلبه في مكان تاني.
قلبه متعلق بمصر.
بحضارة عمرها سبعة آلاف سنة.
حضارة سابقاه… وحضارة هتكمل بعده.
ده السبب إن المصري ما يعرفش يعيش بفكرة “الطائفة”.
ولا يعرف يتقسم.
لأن الهوية هنا مش رأي… ولا اتجاه… ولا جماعة.
الهوية هنا أكبر بكتير من الدين.
الدين بيعلّمك الطريق… لكن مصر بتعلّمك الانتماء.
شعوب كتير حوالينا اتقسمت.
ناس اتفرقت بسبب اعتقاد… أو مذهب… أو فكرة.
ناس اتقسمت نصين بسبب كلمة أو صراع.إلا المصري.
المصري مهما اختلف… بيرجع ويتجمع تاني تحت راية واحدة.
مش راية جديدة.
راية قديمة جدًا… راية اسمها مصر.
إحنا ورثنا ده جينيًا.
مش هزار… ولا كلام عاطفي.
ده إرث حضاري حقيقي.
جينات بلد عرفت يعني إيه يبقى ليك وطن قبل ما يبقى ليك عنوان.
وعرفت يعني إيه حضارة تبني إنسان يحط وطنه قبل أي حاجة، حتى قبل نفسه.
الاختلاف في الدين موجود… وطبيعي… ومقبول.
بس طول ما إحنا ولاد مصر، الاختلاف ده مش يوم يفرقنا.
لأن الأصل واحد.
والنسيج واحد.
والحضارة أكبر من أي فتنة.
المصري مش مجرد مواطن لدولة… المصري ابن حضارة.
والحضارة دي هي اللي خلتنا نقف دايمًا صف واحد مهما اختلفنا.
وهي اللي هتفضل تجمعنا… طول ما في اسم على الخريطة اسمه “مصر”.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


