منذ أعوام بريئة
منذ أعوام بريئة
الشاعر محمد محمود
منذ أعوام بريئة
وأنا في عالم الأحلام المشددة
وأنا في عالم الأحلام المشددة
تستفزني سذاجة الفراشات
وأشهق من حولي عبيرالورد
ويدي لا تصافح يدي
وعيناي لا ترى عيني
وكل الأشياء حولي
غمامة عمياء
لاترد عني العداوة والبغضاء
لا تمسح غبار الأسئلة
لا تنسخ من العطر وردة
أو من الشمس قنديلا
منذ أعوام بيضاء جاء الليل
والدمع مبصر النور والظل
لكن الدروب كفيفة البصر
تقتات على حديث الغفلة
ولصوص الظلام يسرقون الهدوء
ما زالوا يتثائبون خلف ثيابهم
في لا وعي نخلتي لم تنضج ثمارها
وينخفض لون الزرع خوفا
إلى مايسمي الرمادي
وينخفض ضجيج الماء الأزرق
الساحل أكثر فرارا من الطير
والريح في قبضة المسافر صدفة
ولا شيء يشبه سواقط الأشياء
لا يوجد مرآيات تحمل كل الملامح واللغات طرية لا تقوى على السفر
والشمس تردد أغنية السكر
في الصباح
في وريد النهر
ومات أمل أبرهه الأشرم
وسقط الفيل ساجدا حامدا
وخيبة تلو خيبة وفيل تلو فيل
وحجارة من سجيل
جعلتهم كعصف مأكول
وبقي البيت في ذمة ربه
تحت إبط اوراقه بصمة التاريخ
والحلم مرهف على حوافي النور
تلاحقه الأرقام المستمدة من نور
والنافدة تستضيف زهرة كل صباح
تضحك مع عصفورين ساذجان
يفتح المساء الأبواب
ويجرب السماء الهادئة جدا
والوجد يستعيد كأس الخمر
أمامها من جديد
صوت دمي
ومائة باب لألف دم آخر
كي لا أقارب من شوك الوردة
كي أنسى رعشة البرد
وجفاف السطور من الحنين
التي حذفتها كثافة الحذر
كيلا تشير الأصابع عليها بالخروج
من جب الأسرار
وأمامي عيني صورة الماء
لا حل يرضي الظمأ ويعود السرور
الذي نسي فمه في قطعة خبز
على باب الصباح
والأماكن التي خرجت منها
لأسفل عمق الصمت
وقلبي الذي في الغياب
يتشظى حول نسيانك
منذ أعوام بريئة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.