مقالات ووجهات نظر

من الإبرة إلى الصاروخ

من الإبرة إلى الصاروخ

من الإبرة إلى الصاروخ

بقلم/ محمد سمير خيال

من الإبرة إلى الصاروخ عبارة تتردد على سمعنا وتحلم بها كل فتاة مقبلة على الزواج بأن يأتي بن الحلال ليطرق الباب ويقابل ولي أمرها ويقول له تسمح لي يا عمي إني أطلب يد ابنتك وها أشتري لها كل حاجة من الإبرة إلى الصاروخ ولا تكلفوا نفسكم شيء.

من الإبرة إلى الصاروخ عبارة قالها الرئيس جمال عبد الناصر رحمة الله عليه الذي جعلها شعار للنهضة الصناعية التي شهدتها مصر بمشروعاته الإصلاحية والتي كانت تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر في شتى المجالات والرقي بالاقتصاد.

من الإبرة إلى الصاروخ عبارة تصف مرحلة هامة لانتقال المرأة العربية من استعمالها الإبرة في خياطة الثوب إلى ركوب الصاروخ للسفر إلى الفضاء.

في حين أن بعض النساء العربيات مازالت تتناقش في مسألة سفر المرأة بدون محرم للحج يجوز أم لا مستندة إلى فتاوى بعض الشيوخ منهم بن باز وبن عثيمين، تجد الفتاة السعودية تركت الإبرة وركبت الصاروخ وانطلقت للفضاء في هذا العام ۲٠۲٣ م تحت ظلال رؤية ٢٠٣٠ التي تتبناها المملكة والتي تحظى فيها المرأة السعودية باهتمام كبير جدا حيث ظهرت خطواتها عام ٢٠١٨م مع السماح للمرأة بقيادة السيارة والسماح لها بالسفر بدون محرم والتي حدد بعض العلماء بأن مسيرة حوالي۸٠ كم تعتبر سفراً وصولاً للسفر للفضاء الذي ستقطع فيه المرأة سفراً مسافة حوالي ٤٠٠ كم.

وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية أن “المركبة الفضائية التي استقلها رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني في يوم ۲۱/٥/۲٠۲٣م والتي هبطت بسلام في مياه المحيط الأطلسي، في يوم الأربعاء ٣۱/٥/۲٠۲٣م حيث سجلت المملكة نفسها ضمن عدد قليل من الدول التي يمارس فريق منها مهمات علوم الفضاء والرحلات البحثية في المدار حول الأرض، وذلك ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء. وتباطأ هبوط المركبة الفضائية بسبب دخولها الغلاف الجوي للأرض، وجرى استخدام مظلات كبيرة لتخفيف حدة الارتطام، إضافة إلى استخدام وسائد هوائية كبيرة، وعند هبوط الكبسولة في الماء، توجهت قوارب شركة سبيس إكس لإخراج الرواد منها.

ريانة برناوي هي واحدة من سعوديين اثنين بين طاقم مهمة أكسيوم-2 الفضائية الخاصة، والتي حملها صاروخ سبيس إكس فالكون-9 إلى الفضاء هذه المهمة التي تستغرق ۱٠ أيام في محطة الفضاء الدولية، حيث انطلق الطاقم إلى الفضاء في داخل مركبة دراغون الفضائية وقد صممتها شركة “سبيس إكس” من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأمريكية في تمام الساعة 21:37 بتوقيت غرينيتش في يوم الأحد۲۱/٥/۲٠۲٣م ، ووصلت المركبة دراغون إلى المحطة الفضائية الدولية في تماما الساعة 13:12 بتوقيت غرينيتش في يوم الاثنين الموافق۲۱/٥/۲٠۲٣م ، لتنفصل المركبة عن الصاروخ وترسو على متن محطة الفضاء الدولية، بعد نحو ١٦ ساعة من الانطلاق.

وفي أثناء مهمّتهم في محطة الفضاء الدولية، سيجري طاقم الرحلة أكثر من ۲٠تجربة علمية وتكنولوجية، بما في ذلك دراسة تأثيرات الفضاء على الصحة البشرية، فضلا عن تكنولوجيا الاستمطار وتتضمن أيضاً مجموعة من الدراسات الأولية التي تركز على تطوير التطبيقات العلاجية المستقبلية لمرض السرطان، إلى جانب دراسة الخلل المناعي في نماذج عضوية مصغرة لبعض الأورام.

وأعلنت “الهيئة السعودية للفضاء” في بيان صحفي أن هذه الرحلة أتت ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء الذي تم إطلاقه في سبتمبر ۲٠۲۲م، ويتضمن إجراء ۱٤ تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، وهي الحالة التي يبدو فيها أن الأشخاص أو الأشياء عديمة الوزن في أماكن مثل المحطة الفضائية الدولية.
(من الإبرة إلى الصاروخ) بعد أن انطلق رائد الفضاء يوري غاغارين في أول رحلة فضائية في التاريخ على متن المركبة الفضائية فوستوك في ۱۲أبريل ۱۹٦١ م، وكانت رحلات الفضاء حكرًا على رواد الفضاء من الرجال دون النساء، حتى كُسرت القاعدة في عام ١۹٦٣م م. حيث سافرت فالنتينا تريشكوفا لأول مرة إلى الفضاء على متن المركبة الفضائية فوستوك ٦ بتاريخ ١٦ يونيو ١۹٦٣م. ولدت فالنتينا في ٦ مارس ١۹٣۷م، في ماسلنيكوفو، وهي قرية بموسكو في روسيا وكانت تشتغل بالعمل في مصنع للنسيج في عام ۱۹٤٥م . كما تزوجت من أندريان نيكولايف بتاريخ ٣ نوفمبر ١۹٦٣م، وهو أيضًا رائد فضاء. لتأتي من بعدها المرأة العربية السعودية ريانة برناوي التي تعتبر نموذجا للمرأة الطموحة في العالم العربي والتي تمكنت من تحقيق حلمها في أن تكون رائدة في عالم الفضاء هي من مواليد عام ۱۹۹٠م و عمرها ٣٣ سنة، وتحمل شهادة البكالوريوس في علم الإنجاب والهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاجو في نيوزيلاندا و درجة الماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الملك فيصل وتعمل حاليا في مستشفى الملك فيصل التخصصي كأخصائية في الأبحاث المختبرية ، وتمتلك خبرة ۹ سنوات في مجال الخلايا الجذعية السرطانية.


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة