من لي بقلبٍ ؟
من لي بقلبٍ ؟
شفيعه عبد الكريم سلمان
من لي بقلبٍ ؟
من لي بقلبٍ ميّتِ الإحْسَاْسِ
حتّى أبدّلَ لَيّنِي بالْقَاْسي
جُلُّ الذيْنَ أحبّهم عَبَثُوا به
وطُعِنْتُ من أغلا، وأقْرَبِ ناسِي
عِنْدِي وفيْنِي خَيْبَتِي خبّأْتُها
والصّدْرُ ضَاقَ لِحَبْسِهِ أنْفاسِي
وبِحَجْمِ هذا الكونِ ربَما صَدْمَتي
وحَريْقُ مُهْجَتي لامَنِي ويَبَاْسِي
إنْ كُنْتِ فرّطْتِ بهِ ماذّنْبُهُم
مَنْ بَاْدَلُوكِ بقلّةِ الإخلاصِ
ذاكَ التّرَاْثُ الْمُسْتَنِيْرُ بِطَبْعِهِ
ولُغَاتُ عَاْلَمكِ البهيِّ الْمَاْسِي
جَرَفَ الْغُثَاءُ جُمَاْنَهُ ، وسِمَاتَهُ
وأذلَّ من أسْدَى الْهُدى للنّاسِ
لَكِ أنْ تَلُوْمِي نَفْسَكِ لاغيرِها
بَنْكُ الضّمَاْئِر ضجَّ بالإفلاسِ
القلْبُ خَتْيَرَ أرْهَقَتْهُ سُجُونُكِ
ورَمَيْتِهِ في حمْأةِ الأوطاس
ودَفَنْتِهِ حَيّاً ، ولم يَدْرُوا بِه
إذْ لم يُوارَ في ثَرَى الأجداثِ
أرْضَيْتِ من؟ إلّا الذيْنَ يسُوْءُهمُ
أنْ تبقي شاْمِخَةً كما الأوراسِ
همُ يوهِمُوْنَكِ أنّكِ بقُلُوْبِهم
وقلوبُهم وُهِبَتْ إلى الْخَنّاسِ
لِيُقَمّشُوْنَكِ ما اسْتَطاعُوا و كيفَما
امتدّتْ إليهم رَغْبَةُ الوَسْوَاْسِ
في زيّ أنثى مُحبّةٍ قدْ يَظْهَرُوا
أو زيّ شيْخِ الكارِ في القدّاسِ
يكفي كفَى فَمَسِيْرَتي لمْ تنتَهِ
وكما زُلِيْخَةَ فرّ مِنّي أَياسِي
والآنَ أبْصِرُ حتى أنّ بَصِيْرتِي
عَاْدَتْ وربّي لَمْ يَكُنْ لي ناْسِي
وهُنَاْكَ أنّاتٌ تَضجُّ بِدَاْخِلي
صَوتُ الأذانِ تَماهَى بالأجراسِ
ويَهِيْبُ بي إطلاقَ صَوتيَ عالياً
لأحرّرَ الزّفَراتِ من أنفاسي
فَيَعُودُ للحُلُمِ القديمِ خَضَاْرُهُ
والْغَيْثُ يَرْوِي دَواْفِعِي وحَمَاْسِي
هو لن يموتَ ، ولَنْ يُشيّعَ عاقراً
ويقيني أنّها لنْ تَجفَّ غِرَاْسي
حُلُمٌ كَسَاْهُ الْعَقْلُ مِنْ إبْدَاعِهِ
فَصّلْتُهُ ليَكُونَ حجْمَ مَقَاْسِي
ولُرُبّ يُسْرٍ حَاْدَ عُسْرَاً بَعْدَمَا
قُطِعَتْ إليهِ مَرَاْئرُ الأنْفَاسِ
ماكلّ مانرجُو حصولَهُ ممكناً
تَجْرِي الأمُورُ بِحُكْمَةٍ وقياسِ
أُجْرِي حِواراتٍ على أنواعِها
مَعْ كُلّ شيءٍ لافِتٍ لِحَواسِي
ومن النّتائجِ أسْتَبِيْنُ مَعَاْرِفَاً
فيها الْعُلُومُ تُحاطُ بالأقْفَاصِ
تَسْتَصْرِخُ العلَمَاءَ كي يأتونَها
بِعْقُوْلِهم بلْ يُسْكِنُوها نوَاصِي
من بعدِ تفكيكٍ لِسِرّ رُمُوْزِها
وتصافِحُ الأقْلَاْمُ لِلْقرطاسِ
ويدقّ ناقوسُ امتنانِي لِخالِقي
بيديهِ أمرِي دائماً، و خلاصي
***
من لي بقلبٍ ؟
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.