السيد عفيفي جمال الدين
(من واقع الحياة الأم ضحية البنات)
أنا الأم التى انتقلت من بيت أبى الى بيت زوجي بنت السادسة عشر عام وكنت فى قمة سعادتى وتحملت عبء الحياة مع زوج وهو فقير تحملت مشاكل إهانة أمه وكيدها لى عملت وكأنى خادمة ونسيت سنوات الرفاهية عند والدى وذلك حب لزوجى أنا الأم التى حملت وارضعت وسهرت وتحملت سنوات الشقاء والعذاب أنا الأم التى انجبت ست بنات ولم يكن لى يد فى خلقهن أنا الأم التى عاشت حياة الفقر مع زوجى حتى اغناه الله من فضله أنا الأم التى طلقنى زوجى لأننى لا أنجب سوى البنات وكأن التخليق داخل الرحم بيدى ونسى أن كل شىء بأمر الله ماذا كنت استطيع ان افعل عندما طلقنى زوجى وعندى ست بنات متفاوتة الأعمار وتركنا وهاجر الى زوجته الثانية من أجل الولد ونحن فى بلد غريب وحتى لاتتشرد، بناتى عملت خادمة ودلالة أكلت الفتات مع القطط والكلاب عملت خادمة فى البيوت اغسل اكنس امسح احمل القازوات وكوام الزبالة وفى النهاية إهانة تحملت الأهانات من أجل بناتى حتى تزوجن كلهن وسافروا إلا واحدة تركها ابوها يوم مولدها وسميتها حسناء وجاءتنى حسناء ذات يوما تقبل يدى وتقبل رأسى وترقع تحت قدمى وتقبلها وترتعش ودموعها، تنهمر وتقول أريد أن أرى أبى رحماك ياأمى لا أدرى ماذا أفعل فأنتى أمى وهو أبى أريد أن اسافر كى أراه فأنا لم اراه أنا الوحيدة ضحية طلاقكما أخواتى كلهن كن كبيرات قد رأو اباهم حضنتها أمها ومسحت على رأسها وقالت لها ياحسناء، كنتى قطعة لحم حمراء يوم طلقنى ابوكى بسبب البنات لم يكن لى أحد آن ذاك وكانت الناس تسخر منى وتحملت المذلة والاهانة وهو لم يسأل عنكى يوماً وانتى تريدى أن ترحلى وتتركينى وأنا بعد أن بلغت من الكبر عتيا وضعف بصرى وزاد الشيب فى رأسى ولا اقدر علي السير وخدمة نفسى لا تتركينى حتى تغمضى عينى عند الموت ثم أذهبى حيث شئتى أنا الأم التى ترككم ابوكم من أجل شهواته ومن أجل الصبيان وأنا الأم التى حرمت من كل شئ وضحت بشبابها من أجل بناتها وانتم اليوم تتركونى بمفردى من يغمض عينى عند موتى ومن يكفننى ومن ينعى وفاتى فأنى حرمت من الأهل وحيدة فى بلد لا يعرفنى أحد بناتي أنتم فلذة اكبادى ولكم ما شئتم فانهمرت الدموع من البنت ولم تقدر على عدم تلبية رغبتها أن ترى اباها وذهبت إليه وتركت الأم بمفردها حتى ماتت ومعها جدران الحجرة التى تسكنها… فالأم ماهى إلا وعاء وليس لها يد فى النوع المخلق بداخلها……… فنحن كا الأرض ننبت مايضع فينا
وخلق النوع بداخلنا ليس بأيدينا
فإن انجبنا الولد كن
بأعينكم
وإن انجبنا البنات نارالهجر تكوينا……… قال تعالى أفرءيتم ما تمنون.. ءأنتم تخلقونه أم نحن الخلقون… صدق الله العظيم…..
من واقع الحياة الأم ضحية البنات
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
