مقالات ووجهات نظر

مهمتان رئيسيتان في حياة الانسان

 

مهمتان رئيسيتان في حياة الانسانمهمتان رئيسيتان في حياة الانسان

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

مهمتان رئيسيتان في حياة الانسان

اليوم : الأحد الموافق 28 يناير

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد إن الأمم والشعوب والدول تفتخر بعظمائها، وتبني المجد لأمجادها، وتؤسس التاريخ لمنقذيها، وما علمنا والله، وما عرفنا تالله، وما فهمنا وايم الله أعظم ولا أجل، ولا رجلا أسدى لبني جنسه ولأمته من المجد والعطاء والبناء أعظم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما ترى ما يفعل الإنجليز والألمان والفرنسيون والأمريكان بعظمائهم وعظماؤهم سفكة عملاء خونة بنوا مجدهم على الجماجم، وسقوا زروع تاريخهم من الدماء قتلوا الأطفال والنساء.

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرام أن يجعل في مصافّهم، أو أن يقارن بهم، إنه صلى الله عليه وسلم من طراز آخر، إنه نبي وكفى، إنه رسول فحسب، تلقى تعاليمه من ربه تبارك وتعالى، والعجيب أنهم مع تعظيمهم لهؤلاء العظماء والأذلاء والرخصاء يزرون بنبينا عليه الصلاة والسلام، غريب هذا الأمر، وعجيب هذا السبب، والرسول عليه الصلاة والسلام إذا سمعت عن عظيم فاعلم أنك إذا رأيته كان أقل مما رأيته، إلا الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه أعظم وأعظم مما تسمع عنه، وإنه أيام إن شاء الله ويكون بداية شهر شعبان، وهو شهر تكثر فيه الغفلة من الناس، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال لرب العالمين كما جاء ذلك في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصوم فيه.

“فكان يصومه إلا قليلا” والحكمة من ذلك كما في الحديث أنه شهر يغفل فيه الناس بين رجب ورمضان، ومن الحكم في صوم شعبان ذكرها بعض العلماء حيث قالوا إن صومه بمنزلة الراتبة للفريضة للصلوات فهو راتبة شهر رمضان القبلية، كما أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان راتبة رمضان البعدية، وهذا التعليل ليس ببعيد، فمن لديه قدرة ولا يشغله الصوم عما هو أهم منه فليصم أياما من شعبان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وتحصيلا للثواب والأجر، والنبي صلى الله عليه وسلم كان أعرف خلق الله بالله، وكان أعبد الناس لله جل وعلا،، فاعلموا يرحمكم الله أنه أوجب الله تعالي على الإنسان أن يصل أقاربه ويحسن إليهم كالإخوان والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات تكريما لوالديه.

وكذلك ألزمه بإكرام أصدقاء والديه، وإن للدين مهمتان رئيسيتان في حياة الانسان، فالاولى هو تنظيم علاقة الانسان مع ربه، بأن يتعرف على خالقه، ويؤمن به وبوحدانيته، ويلتزم بعبادته والخضوع له، حيث يقول تعالى ” ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله” وأما الثانية فهى تنظيم علاقة الانسان مع أبناء جنسه، بحيث تكون قائمة على العدل، والاحترام المتبادل للحقوق، فقال تعالى ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط” فعلاقة الانسان مع الناس قضية جوهرية من صميم الدين، وهي ليست متروكة لمزاج الانسان واهوائه، فلست حرا في ان تتعامل مع الآخرين كما تحب وتشاء، بل انت مقيد بضوابط شرعية تلزمك بمراعاة حقوق الآخرين، واحترام مصالحهم المادية والمعنوية.

 

مهمتان رئيسيتان في حياة الانسان


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة