الشرق الأوسط على فوهة بركان نووي: انفجار مفاعل واحد قد يُفني المنطقة!
بقلم: حسن عرفه
الشرق الأوسط على فوهة بركان نووي: انفجار مفاعل واحد قد يُفني المنطقة!
الشرق الأوسط على فوهة بركان نووي: انفجار مفاعل واحد قد يُفني المنطقة!
في الوقت الذي يتص/ارع فيه الشرق الأوسط على ملفات سياس/ية وعس/كرية متشابكة، يغيب عن المشهد العام الخ/طر الحقيقي الأكبر
الذي قد لا يترك خلفه لا منتصرًا ولا مهزومًا، بل كارثة إنسانية وبيئية شاملة… نتحدث هنا عن احتمالية انفجار أحد المفاعلات النووية في إيران أو إس/رائ/يل.
مفاعل واحد.. قد يُنهي حضارة بأكملها
تشير الدراسات إلى أن انفجار أي مفاعل نووي – سواء بسبب استهداف عس/كري، أو خلل فني، أو عمل تخ/ريبي – ستكون له تداعيات كارثية على الشرق الأوسط والعالم أجمع.
فخلافًا لما يظنه البعض أن التأثير سيكون محدودًا جغرافيًا، فإن الانف/جار الن/ووي يؤدي إلى إطلاق كميات مهولة من الإشعاعات الق/ات/لة، وعلى رأسها أشعة “جاما”، التي تعتبر من أخ/طر أنواع الإشعاع المؤين.
أشعة جاما: القاتل الصامت الذي يبقى بعد الموت ما لا يعلمه كثيرون أن أشعة جاما تظل في جسم الإنسان، وتحديدًا في العظام، لمئة عام على الأقل.
حتى بعد الوفاة، تظل العظام مشبعة بالإشعاع، ما يجعل من الدفن أو الحرق أو أي عملية دفن تقليدية وسيلة غير كافية لمنع انتشار التلوث.
أما في البيئة، فإن الإشعاعات النووية تُلوث الماء، والتربة، والهواء لعشرات السنين، مما يُصعّب أو حتى يُستحيل معه تطهير المناطق المتأثرة.
أي أن الزراعة، ومصادر الشرب، والهواء النقي ستتحول إلى أدوات قتل بطيء لكل من يعيش في المنطقة.
تداعيات إقليمية ودولية لا تُحصى
الانفجار لن يتوقف تأثيره عند حدود إيران أو إس/رائيل، بل سيطال: دول الخليج التي تعتمد على تحلية المياه،
ما يجعلها أكثر عرضة لتلوث مياه البحر. العراق، سوريا، الأردن، مصر، ولبنان… حيث الرياح قد تنقل السُحب المشعة في ساعات.
تركيا وقبرص وأوروبا الشرقية قد تصل إليها الإشعاعات خلال أيام.
أما الاقتصاد العالمي، فسينهار تدريجيًا نتيجة تعطُّل الملاحة، وتلوّث النفط، وانقطاع سلاسل الإمداد… في ظل بيئة مميتة لا تسمح بأي نشاط بشري.
غفلة إقليمية.. وصمت عالمي!
المؤسف أن الحديث عن المخاطر الن/ووية في المنطقة لا يحظى باهتمام كافٍ، وكأن العالم لم يتعلّم من دروس تشيرنوبيل أو هورشيما، على الرغم من أن ال/كار/ثة القادمة ستكون أكبر وأكثر تدميرًا.
الدول المحيطة تُغرق شعوبها في قضايا يومية وتكتيكات سياسية قصيرة النظر، متجاهلة أن التهديد الوجودي الحقيقي لا يأتي من عدو خارجي، بل من قنبلة إشعاعية موقوتة في قلب الجغرافيا.
هل نحن مستعدون؟
الأسئلة التي تفرض نفسها الآن:
هل هناك خطط وطنية للطوارئ النووية في دول الشرق الأوسط؟
هل لدى الحكومات مخزون من أقنعة التنفس و”اليود المشع” لتقليل التأثير؟
هل الشعوب مُهيأة نفسيًا ومعلوماتيًا للتعامل مع تسرب إشعاعي أو انفجار مفاعل؟
للأسف، الإجابة حتى اللحظة: لا.
كلمة أخيرة: الكارثة النووية لا تُفرّق بين مسلم ومسيحي ويهودي، ولا بين دولة نامية ومتقدمة. وإذا ما انفجر أحد المفاعلات النووية في منطقتنا
– بقصد أو بغير قصد – فلن تبقى خريطة الشرق الأوسط كما نعرفها اليوم.
الوقاية تبدأ بالوعي… والوعي يبدأ بمصارحة الشعوب.
الشرق الأوسط على فوهة بركان نووي: انفجار مفاعل واحد قد يُفني المنطقة!
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.