موقف رسول الله من الحروب
موقف رسول الله من الحروب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء 31 اكتوبر
موقف رسول الله من الحروب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، أما بعد إن النبوة التاريخية، من لدن أبو البشر آدم وما تلقاه من رسالة السماء من الكلمات، إلى ما في الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى إلى الرسالة الخاتمة، التي اجتمعت لها أصول الرسالات جميعا، كانت ولا تزال تشكل في حقيقتها حركة تحرير للإنسان، ومحاولة لاسترداد إنسانيته، وتخليصه من العبوديات كانت ثورة تحريرية من بعض الوجوه مع التحفظ على مدلول مثل هذه التعابير كانت دعوة للتحرير، لم يحتملها الكبراء، والملأ، والمتألهون، فحولوها إلى مواجهة مع النبوة وقيم الدين، وعقيدة التوحيد لأن الغاية النهائية لهذه العقيدة هي التسوية بين الناس.
أو مساواة الكبراء المتألهين بسائر البشر لأنها تنزع عنهم الألوهيات المزيفة، وتعيدهم إلى وضعهم الإنساني، وهم يريدون أن يجعلوا من أنفسهم آلهة فوق البشر، وهذه هي الإشكالية الكبرى لحقوق الإنسان، التي يتمثل حلها بالإيمان بالله والكفر بالطاغوت، وهذه هي المعادلة الصعبة لرحلة النبوة تاريخيا في صراعها مع الطاغوت وإشكالية المدافعة بين الخير والشر، حيث قال الله تعالى في سورة البقرة ” لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم” حيث ما تزال البشرية تاريخيا تهلك بالطاغية، التي تعني كل ألوان الطغيان والتسلط، وقال تعالى ” فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ” ولقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يكره كلمة حرب ولا يحب أن يسمعها.
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ” أحب الأسماء إلى الله، عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة” وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يغير اسم من اسمه حرب إلى اسم آخر أحسن وأجمل، فعن على بن أبى طالب رضى الله عنه، قال لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” أرونى ابنى، ما سميتموه؟ قال قلت حربا، قال صلى الله عليه وسلم “بل هو حسن” فلما ولد الحسين سميته حربا، ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” أرونى ابنى، ما سميتموه؟ قال قلت حربا، قال صلى الله عليه وسلم “بل هو حسين” فلما ولد الثالث سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” أرونى ابنى، ما سميتموه؟ قال قلت حربا، قال صلى الله عليه وسلم “بل هو محسن”
ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون، شبر وشبير ومشبر” رواه أحمد، فهذه هي نظرته للحرب، وهذه هي نظرته للسلم.. ألا حقًا ما أرحمها من نظرة، وإقرار السلام لا يعني انتفاء الحرب تماما، بل إن الحرب وضعت في الشريعة لإقرار السلام وحمايته من المعتدين عليه، وقد أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين المؤمنين بأن يقاتلوا في سبيله، وأمرهم بأن يقاتلوا المعتدين وينصروا المعتدى عليهم الآمنين المسالمين، فقال تعالى فى سورة البقرة ” وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين” فالسلام بمفهومه السلمي هو أمنية ورغبة أكيدة يتمناها كل إنسان يعيش على هذه الارض، فالسلام يشمل أمور المسلمين في جميع مناحي الحياة، ويشمل الأفراد والمجتمعات والشعوب والقبائل.
موقف رسول الله من الحروب
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.